responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 489

شخصية مدعي النبوة وتحليلها، فإن كان مدّعي النبوة صادقاً أمينا، يتحلى بروحيات كمالية عالية، وأخلاق إنسانية فاضلة، غير منكب على الدنيا وزخرفها، ولا طالب للرئاسة والزعامة، لم ير له في حياته منقصة، ودناسة، بل عرف بكل خلق كريم، واشتهر بالنزاهة والطهارة.. فإن كل هذه الصفات تدلّ على صفائه في روحه وباطنه، وذلك ما يزيد في حظ التأكد من صدقه في دعواه.

ومنها ما يتعلق بالبيئة التي ظهر فيها مدعي النبوة؛ فإن ظهر في مجتمع أُمِّيٍّ، لا يعرف الكتابة، بعيدا عن مظاهر الحضارة والتمدّن، ثم جاء بشريعة تَحْمِلُ الدعوةَ إلى التعلّم ونبذ الأميّة، وتشرّع القوانين الاجتماعية، والاقتصادية بل تحمل في تعاليمها نظام الدولة والتقنين والقضاء والروابط السياسية.. ويكون في كل ذلك متناقضا مع البيئة التي عاش فيها، ومع المعارف والنظم التي تؤمن بها.. كل ذلك يرجح دعواه بل يؤكدها.

ومنها ما يتعلق بمضمون الدعوة التي جاء بها؛ فإذا كانت العقيدة الّتي يحملها، والمعارف الّتي يدعو إلى اعتناقها، معارف تبحث في خالق الكون وصفاته وأفعاله، وكانت دعوته العملية مرشدةً إلى التحلّي بالُمُثل الأخلاقية، والفضائل الإنسانية، وناهيةً عن الرذائل النفسية وركوبِ الشهوات المنحرفة والفسقِ والمجونِ كانت هذه قرائن على اتصال دعوته بخالق الكون، ومبدء الخير والجمال.

ومنها ثباته على دعوته، فإن كان لا يبتغي صاحبها شيئاً من الأعراض المادية، والمناصب الدنيوية، وكان ثابتا في طريق دعوته، وتضحيته بنفسه وأعزّ أقربائه في ذاك السبيل، أكد ذلك كونه صادقا في دعواه، فما كان له أن يضحي بكل شيء في سبيل لا شيء.

ومنها منهجه في تبليغ دعوته؛ فإذا كان اعتماده في دعوته على أساليب إنسانية، موافقة للفطرة والطهارة، فإنّ لذلك دلالات على إلهية دعواه.. وأمّا لو اعتمد في نشر وتبليغ ما يدّعيه على وسائل إجرامية، وأساليب وحشية غير إنسانية، كان هذا دليلاً على كون دعواه

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست