responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 424

أذى، لأنّ الشر هنا مجرّد وهم برمجي في هذه الآلات؟

وقد أجاب الفيلسوف [سنايدر] على هذا الإشكال بقوله: (إنّ تحويل هذا الشر من وجود موضوعي إلى مجرّد إيحاء آليّ مبرمج، قد ينمّي لنا شخصيتنا في ذاتها، لكنّه سيفقد العالم خيرًا كثيرًا.. ففي ذلك الحين، لن يُعين أحد أحدًا، ولن يُعان أحد من أحد.. ولن يتعاطف أحد مع أحد، ولن يتُعاطف مع أحد.. ولن يغفر أحد لأحد، ولن يُغفر لأحد من أحد.. وحينها سيختفي التعاطف والتآلف بين الناس.. فلن يعوّض أحد أحدًا، ولن يُعوَّض أحد من أحد.. ولن يعجب أو يمجّد أحد أحدًا لأنه يسعى لهدف نبيل، ولن يُمجَّد أحد لذلك.. ولن يهب أحد من ماله أو وقته أو موهبته شيئًا للمحتاجين، ولن يُوهب أحد شيئًا من ذلك.. باختصار، إذا أضحت تجربتنا لتنميّة شخصيتنا مجرّد توّهم حتى لا نشعر بوخز الألم؛ فإنّ عالمنا في هذه الحال سيكون ضيقًا جدًا، خُلْوًا من كلّ اتّصال حقيقي مع الغير)

ثم ختم بهذه النتيجة التي عبر عنها بقوله: (يبدو إذن أنّه إذا أراد الله أن ينشئ فينا القدرة على تطوير ذواتنا وتجربتها وتأكيدها في سياق إنشاء البشر علاقات في ما بينهم، فلا بد أن يَسمح بالشر)

ذلك أن العالم الذي يكون في الشر هينًا ليّنًا خفيفًا حتى إنّ الإنسان لا يشعر بوكزه ووخزه، ولا يؤثّر في فعله، هو عالم ليس بإمكان أحد فيه أن يؤذي أحدًا؛ عالم ليس فيه لإرادة أحد أو عمله أثر حقيقي، وجود وهمي، تتحوّل فيه ذواتنا ذاتها إلى وهم.. وطلب شر وهميّ في حياة الإنسان الذي يحمل المواصفات الأرضيّة، هو في الحقيقة طلبٌ لعالمٍ وهمي، وحياة وهميّة.

و ـ دور الألم في التوجيه والتربية وتطوير قدرات الإنسان:

فالشر، أو الألم الذي يشعر به الإنسان عند كل حادثة له دور كبير في ترقيته وتطويره وجعله أكثر إنسانية ورحمة، وبذلك يكون الألم آلة من آلات السير بالإنسان للتحقق

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست