responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 423

يكون الموت نفسه ـ والذي قد نتصوره شرا محضا ـ رحمة إلهية.

ومن الأجهزة التي أودعها الله فينا لتقوم بدورها في تخفيف الآلام عنا ما أودعه في الجهاز المناعي الذي يمكن اعتباره جيشا شديد التنظيم والتنسيق، ليس له من دور سوى حماية أجسامنا من هجمات الأعداء القادمين مثل البكتريا والفيروسات وغيرها، وهو لا يكتفي بالمواجهة فقط، وإنما يقوم بتخزين معلومات دقيقة عن هذه الأجسام حتّى تكون زادًا لردّ صولتها إذا عادت مرّة أخرى.

وقد ذكر الطبيب الإنجليزي [إدوارد جِنّر] مكتشف التلقيح الذي يراد به تكوين مناعة طارئة للبدن من أمراض مخصوصة، هذا المعنى بإعجاب إيماني شديد قائلا: (أنا لست مندهشًا أنّ الناس ليسوا ممتنين لي، وإنما أعجب أنهم غير ممتنين لله لأجل الخير الذي سخّرني كأداة لتبليغه لرفقائي من البشر!)

وهكذا لو نظرنا إلى الظواهر الطبيعية المختلفة، فإننا نجد الرحمة الإلهية تكتنف كل مظهر، لتخفف من الآلام التي قد يتسبب فيها، فالنيازك التي تصيب الأرض بصفة مستمرة منذ زمن بعيد لم تؤثّر في الوجود البشري على الأرض، رغم أنّها كافية وحدها أن تنهي حياتنا في لحظة واحدة لو نزلت في المناطق الآهلة بالسكان، ودون أن يخفف الغلاف الجوي من قوّتها، حجمًا وسرعة.. وهكذا الزلازل، والتي يخبرنا العلم أنّ الجزء الأعظم منها يقع في البحر، فلا يصيب الإنسان منها شيء.

هـ ـ سبب عدم كون الشر الضروري وهميا:

وهو تساؤل وجيه، وقد قرره بعضهم بقوله: إذا كان في الشر ضرورة تفيد الإنسان في تنمية شخصيّته وتهذيبها وتحقيق كمال الإنسانيّة فيها؛ فلِمَ لم يخلق الله عالما يكون فيه هذا الشر غير مؤذ؛ وذلك بأن يكون الإنسان، مثلًا، مرتبطًا بآلات التجربة دون علم منه، ويعيش مع هذه الآلات حالات التجربة والاختبار والمعايشات التي نعيشها في عالمنا، دون أن يناله

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 423
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست