responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 416

وبناء على هذا كله صاغ بعضهم هذه الأفكار بالصياغة التالية: (خلق الله سبحانه كلّ أمر حسنٍ + من الأشياء الحسنة التي خلقها الله، الإرادة الحرّة + الإرادة الحرّة سبب لإمكانيّة وقوع الشرّ = إذن، المخلوق الذي خلقه الله خَيِّرًا من الممكن أن يفعل الشرّ)[1]

وعبر عن هذه المعادلة [هوبرت بوكس] بقوله: (يبدو أنّ السماح بوجود الشرّ الأخلاقي، هو أمر قابل للتفسير عندما يُعترف أنّ حياة الإنسان، امتحانٌ.. بما أنّ الله قد جعل الإنسان ينال عاقبة فعله، فإنّ تلك النعمة ينبغي أن تمنح له كجزاء لجهده، فليس هناك إذن مفر من أن يكون للإنسان إمكانية اختيار الخطأ.. فقط عندما نكون معرّضين لإمكانية الهزيمة، نكون مستحقين لجزاء النصر)[2]

ج ـ حقيقة الحياة وعلاقتها بالشر:

ينطلق الملاحدة من تصورات مادية محدودة عن حقيقة الحياة، وكونها محصورة فيما نراه من مظاهر وصور، وما نعيشه من زمان محدود، ولذلك يشعرون بما يطلقون عليه [معضلة الشر] شعورا حقيقيا.. ولهم الحق في ذلك الشعور بناء على المعطيات التي يتصورونها عن الحياة..

فليس غريبا أن يطرح تلك المعضلة من يتصور أن الله تعالى خلق الإنسان ليعيش سنوات معدودة، لا تساوي شيئا في حساب الزمن، ثم يبتليه في تلك السنوات المحدودة بألوان من البلاء تضيق بها نفسه، وكل الفضاء المحيط به..

لكنه إن علم أن هذه الحياة ليست هي الحياة الحقيقية، وأن هناك حياة أخرى، أكبر وأوسع، وأنه في حال نجاح الإنسان في الاختبارات التي ابتلي بها، سينال السعادة المطلقة التي لا يعتريه فيها أي ألم أو شر أو مصيبة، فإنه لن يطرح هذه المشكلة أصلا، بل لن تخطر


[1] Norman L Geisler, If God, Why Evil?, p.29.

[2] Hubert S. Box, The Problem of Evil (London: The Faith Press, 1934), p.56.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست