responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33

من دونها.. وهكذا الخالق ـ كما يعبرون ـ فمن ضروريات كونه إله كونه خالقا.. ولذلك ينشأ الخلق عنه كما تنشأ عن الشمس أشعتها من غير ارتباط بزمن.

3 ـ برهان التطبيق:

وهو البرهان الذي يدل على استحالة التسلسل، والمراد منه أن (يستند الممكن في وجوده إلى علة مؤثرة فيه، وتستند تلك العلة المؤثرة إلى علة أخرى مؤثرة فيها، وهلم جرا إلى غير نهاية)، أي أن تستمر العلية والمعلولية إلى ما لا نهاية[1].

وهذا البرهان مهم جدا، ذلك أن الكثير من الملاحدة يستعملونه في دعواتهم الإلحادية، وذلك عندما يشكلون على المؤمنين بعد طرحهم لبرهان العلية بقولهم: [سلمنا بأن الخلق يحتاج إلى خالق، فمن خلق الله؟]

أو قولهم: (لا شك أنكم أيها المؤمنون بوجود إله، انطلقتم في بحثكم عن الله من السؤال عن علة وجود المادة الأولى للكون.. ثم أجبتم أنفسكم بأن علة وجود المادة الأولى للكون هي الله، ونحن نسألكم بنفس ما سألتم به: وما علة وجود الله؟.. لاشك أنكم ستحتالون علينا بأن الله غير معلول الوجود.. وإن كان الأمر كذلك، فلماذا توقفون مبدأ السببية وتعطلونه عندما يتعلق الأمر بالله؟.. وهنا نجيبكم: ولماذا لا نفترض أن المادة


[1] وننبه إلى الذين يشكلون على البرهان المرتبط بنفيه إلى أنه نُظم في الأصل لإبطال حوادث لا أول لها، كما ذكرنا في تعريفه، وليس لإبطال ما لا آخر له، و الفرق بينهما أنّ وجود حوادث لا آخر لها جائز عقلًا، لأن سبب وجود هذه السلسلة من الحوادث خارج عن ذاتها، و هذا ما لا يمكن أن تقوله في سلسلة الحوادث التي لا أول لها دون أن تقع في تناقض يرفضه العقل السليم.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست