اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 289
مراجعته
للماركسية، حيث اعتبر أن الإلحاد لم يكن مكوّنا ضروريا من مكونات الاشتراكية. كما
أكد أن ماركس لم يقم بنقد فلسفي للدين، بل قام بنقد سياسي، مفسرا ذلك بقوله: (ففي
نضاله من أجل الطبقات المستغلَّة والمضطهدة، اصطدم[ماركس] في أوروبا التي سيطرت
عليها روح [الحلف المقدس] بين كبار رجال الدين والأمراء ضد كل حركة ديموقراطية أو
اشتراكية، بدين يلعب، فعلا، دور أفيون الشعب)[1]
وبعد تلك
التحولات الكثيرة التي مر بها، تحدث عن نفسه ملخصا رحلة حوالي ثمانين عاما من
البحث الفكري والعمل النضالي في قضية [المحاكمة بالذات] والتي انتهت باتهامه
بمعاداة السامية، ومما جاء فيها قوله ـ متوجها لقاضيه وللجمهور الحاضر في قاعة
المحكمة ـ: (إنني أستاذ جامعي متقاعد، وكاتب ألفت 54 كتابا وترجمت كتبي إلى 29 لغة
وقدمت عني 22 أطروحة جامعية، وقد قاومت النازية في أثناء الاحتلال، ونفيت طيلة 33
شهرا في الجزائر، وكنت عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، لكنني فصلت من
الحزب عام 1970؛ لأنني قلت إن الاتحاد السوفيتي ليس بلدا اشتراكيا، كما عملت
14عاما كنائب في الجمعية الوطنية (البرلمان) ثم اعتنقت الإسلام)
وعندما نبحث في
كتبه عن أسباب اعتناقه للإسلام بعد كل تلك الرحلة الطويلة من البحث نجد أنها أسباب
فكرية بالدرجة الأولى، فالواقع الإسلامي لم يكن يشجع أبدا على الإسلام، ولكنه وعند
عودته للمصادر المقدسة للمسلمين، وجد فيها كل ما يهفو إليه.
لقد وجد روجيه
أن كل تلك المراحل الفكرية التي مر بها ابتداء من المادية الجدلية، والتفسيرات
الأرسطية والهيجلية والماركسية للمجتمع وللاقتصاد والثقافة والفن وللكون بشكل أشمل،
وانتهاء ببعض التجارب الدينية من البروتستانتية إلى الكاثوليكية، كانت مجرد
[1]
روجيه
غارودي، نحو حرب دينية: جدل العصر، ترجمة: صياح الجهيم، دار عطية للطباعة والنشر
والتوزيع، الطبعة الثانية، بيروت، 1997..
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 289