responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 277

ومثله برتراند راسل الذي راح يصور الإيمان بالله بكونه مجرد فكرة مستمدة من نظم الطغيان والاستبداد: (الإنسان استمد فكرة الإيمان بالله من نظم الطغيان والجبروت السائدة في الشرق، فعلاقة الإنسان بالله أشبه ما تكون بعلاقة العبد الذليل بالحاكم المستبد، وهي ذلة تأباها كل نفس تشعر بالمعزة والكرامة)[1]

لكن كل المواقف السلبية التي نطق بها دعاة الإلحاد القديم لا تشكل شيئا أمام دعاوى أصحاب الإلحاد الجديد الذين تصوروا أنهم وحدهم أصحاب العلم والعقل والحكمة، وأن من عداهم ليسوا سوى بلهاء وأغبياء، ولا علاقة لهم بالعلم، ولا بالمنطق، ولا بأي أداة من أدوات التفكير.

وقد عبر عن هذه اللغة الساخرة من العقل المؤمن كل من كتب في الإلحاد الجديد، أو قدم حصصا وبرامج تدعو إليه، فكلها مملوءة بالتهكم والسخرية من العقول المؤمنة، وكلها تعتبر العلم ومناهجه بضاعة خاصة بالملاحدة لا يشاركهم فيها غيرهم.

وكل هذا غير صحيح، ومجرد دعاوى، وللرد عليهم نعتمد منهجين:

أولهما: بيان أن كبار العلماء والفلاسفة والباحثين في كل العصور كانوا من المؤمنين، وأن الإيمان لم يحل بينهم وبين العلم ولا البحث ولا التفكير، بل كان داعما لهم، وسندا في الكثير من الأطروحات التي نوروا بها العالم.

ثانيهما: بيان عدم تنافي الدين الصحيح مع العلم، وأن التناقضات التي حصلت بين العلم والدين سببها تحريف الأديان، وليس الدين نفسه.


[1] مُلحدون محدثون ومعاصرون، د. رمسيس عوض، مؤسسة الإنتشار العربي ، 1998، ص 56.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست