responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 240

هذه المخلوقات المخيفة، إذ أنني أينما وجهت نور المصباح شهدت المخاطر المدهشة نفسها)[1]

وقد عبر بذلك المصباح الباهت الضعيف عن رؤيته الذاتية للأشياء، والتي أحالتها في عينيه إلى تلك الصور المفزعة، وهي نفس الرؤية التي يرى بها الملاحدة الأشياء.

ثم ذكر أنه بعد أن استشاط غيظا من مصباحه الضعيف، والتجأ إلى السراج المنير الذي تنكشف به الحقائق، وهو سراج الإيمان رأى أمورا مختلفة تماما؛ فقد (انقشعت تلك الظلمات، وانكشفت وزالت نهائياً، وامتلأ كل مكان وكل جهة بذلك النور وبدت حقيقة كل شيء ناصعة واضحة.. فوجدت أن ذلك الجسر المعلق الرهيب ما هو إلا شارع يمر من سهل منبسط، وتبينت أن تلك المقبرة الهائلة التي رأيتها على جهة اليمنى ليست إلا مجالس ذكر وتهليل وندوة كريمة لطيفة وخدمة جليلة وعبادة سامية تحت إمرة رجال نورانيين في جنائن خضر جميلة تشع بهجة ونوراً، وتبعث في القلب سعادة وسروراً.. أما تلك الأودية السحيقة والدواهي المدهشة والحوادث الغامضة التي رأيتها عن يساري، فلم تكن إلا جبالاً مشجرة خضراء تسر الناظرين، ووراءها مضيف عظيم ومروج رائعة ومتنزه رائع، نعم هكذا رأيت بخيالي، أما تلك المخلوقات المخيفة والوحوش الضارية التي شاهدتها فلم تكن إلا حيوانات أليفة أنيسة) [2]

وبهذا صور النورسي في مثاله هذا حقائق الوجود التي تاه عنها كل ملاحدة الدنيا، فأمضوا حياتهم ممتلئين رعبا.. ناسين أنهم في فنادق الضيافة الإلهية.

وقد فسر بديع الزمان تلك الواقعة، فقال: (فذاكما الجبلان هما: بداية الحياة ومنتهاها، أي هما عالم الأرض وعالم البرزخ، وذلك الجسر هو طريق الحياة، والطريق


[1] الكلمات، النورسي، ص 350.

[2] الكلمات، النورسي، ص 351.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست