اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 211
من سلف مشترك،
واختلفت عن بعضها البعض نتيجة للظروف الطبيعية.
ولم تستند فرضية
دارون على أي اكتشاف أو تجربة علمية؛ ولكنه حولها ـ مع مرور الزمن ـ إلى نظرية
حظيت بأهمية لا تستحقها، من خلال الدعم والتشجيع الذي تلقاه من أشهر علماء الأحياء
الماديين في عصره.
وتتمثل فكرة
النظرية في أن الأفراد التي تتكيف مع موطنها على النحو الأفضل تنقل صفاتها إلى
الأجيال الآتية، ثم تتراكم هذه الصفات المفيدة مع الوقت، ويتحول الفرد إلى نوع
يختلف اختلافا كاملا عن أسلافه. ووفقا لدارون، يمثل الإنسان أكثر نتاج متطور لهذه
الآلية.
وقد أطلق دارون
على هذه العملية اسم: التطور بالانتقاء الطبيعي، وظن أنه اكتشف أصل الأنواع ؛ أي
أن أصل نوع ما هو نوع آخر، ونشر هذه الآراء في كتابه الذي يحمل عنوان [أصل الأنواع
بواسطة الانتقاء الطبيعي] عام 1859.
وقد كان دارون يدرك
جيدا أن نظريته تعاني من مشكلات كثيرة، وقد اعترف بهذه المشكلات في كتابه في فصل
بعنوان [صعوبات النظرية]، ويأتي على رأس هذه الصعوبات سجل المتحجرات، وتعقيد أعضاء
الأحياء الذي لا يمكن أن يفسر عن طريق الصدفة (مثل العين) وغرائز الأحياء.
وكان يأمل في
التغلب على هذه الصعوبات بواسطة الاكتشافات الجديدة؛ ولكن ذلك لم يوقفه عن تقديم
عدد من التفسيرات غير الملائمة أبدا لبعض هذه الصعوبات.
وقد علق
الفيزيائي الأمريكي ليبسون على صعوبات دارون بقوله: (عندما قرأت كتاب أصل الأنواع
لمست أن دارون نفسه كان أقل ثقة مما كان الناس يصورونه في أغلب الأحيان؛ إذ يوضح
الفصل الذي يحمل عنوان [صعوبات النظرية] مثلا قدرا لا يستهان به من عدم الثقة
بالنفس، وبوصفي فيزيائيا، فقد أثارتني بشكل خاص تعليقاته حول كيفية ظهور العين)
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 211