اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 161
وأعلن أن الكون
موجود في كل الأزمان، وأن كل احتمالية (إن كانت موجودة ) فسوف ينظر إليها على أنها
ممكنة، وبناء على ذلك رأى عدم انسجام الإيمان مع العقل، وإن كان قد قبل الإيمان
باعتباره محفزا على القيم، ولو أنه غير معقول في ذاته.
ومع بداية القرن
التاسع عشر صارت فكرة أزلية الكون، وعدم وجود لحظة لبدايته مقبولة بشكل واسع، وتم
نقل تلك الفكرة إلى القرن العشرين من خلال أعمال الماديين الجدليين من أمثال (كارل
ماركس) و(فريدريك أنجلز) وغيرهما.
لكن مع إطلالة
القرن العشرين، انقلب الحال، وصار العلم المادي في صفّ القائلين بأنّ الكون حادث،
وأنه وُجد بعد أن لم يكن، وقد كان في ذلك إحراجا كبيرا للملاحدة، وهو ما وضعهم
بين أمرين: إما قبول الإيمان، عن طريق الانتساب لأي دين من الأديان، أو عن طريق
الإيمان المجرد عن الانتساب لأي دين.. وإما الهروب لأي حل آخر، لينجو به من
الإشكالات التي طرحتها الأدلة العلمية على حدوث الكون.
وربما يعتقد
الكثير أن (نظرية الانفجار العظيم) هي الدليل العلمي الوحيد لخلق الكون، وذلك ليس
صحيح؛ فهناك دلائل أخرى كثيرة، بل إنّ كلّ الدلائل المادية والرياضية تدلّ على أنّ
الكون له بداية.
وقد صرح بذلك
كبار علماء الفيزياء والفلك وغيرهم، وقد قال الكوسمولوجي الشهير اللاأدري [ألكسندر
فلنكن] في حديثه بمناسبة عيد ميلاد (هاوكنج) السبعين، سنه 2012م ، والذي ناقش فيه
العلماء أهم نظريات نشأة الكون: (تقول كلّ الأدلة التي عندنا إنّ الكون له بداية)[1]
وأكّد هذا الأمر بلغة أكثر حدّة، بقوله: (لقد قيل إنّ الحجة هي التي تقنع العقلاء
[1] Lisa Grossman, Death
of the Eternal Cosmos, in New Scientist. 1/14/2012, Vol. 213 Issue 2847, p.7 .
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 161