اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14
التعامل مع كل
حالة قد تطرأ، مستنين في ذلك بما فعله إبراهيم عليه السلام، مما حكاه الله تعالى
في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ
آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي
وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ
يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ
الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة:
258]
فإبراهيم عليه
السلام لم يشتغل هنا بالدفاع عن قوله ﴿ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ
﴾، بل أورد مباشرة دليلا آخر مفحما.. ولهذا نرى تنوع الأدلة في القرآن
الكريم على التوحيد والمعاد والنبوات حتى يشرب منها كل شخص بحسب توجهه وقدرته
العقلية.
فقد قال تعالى
في إثبات التوحيد والرد على الوثنية الشركية:﴿ أَمْ اتَّخَذُوا آلِهَةً
مِنْ الأرض هُمْ يُنشِرُونَ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا
فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ لا يُسْأَلُ عَمَّا
يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا
بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ
لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ (الأنبياء:21ـ24)
وفي موضع آخر
قال:﴿ قُلْ لَوْ كَانَ
مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً ﴾
(الإسراء:42)