اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 133
والتي يمكن
التعرف عليها من خلال مواقعهم ومناظراتهم مع المؤمنين.
فالحقائق
العلمية تقوم على دعائم وأسس منطقية يقبلها العقل، وتنسجم معه، ويمكن إثباتها
بالطرق المختلفة؛ أما الطروحات العلمية التي لا تتوفر على هذه الأسس، ولا تنطلق من
هذه المناهج، فإنها لا تعدو أن تكون دعاوى لم تثبت، وفرضيات لم تتحقق.
وقد وضعت لأجل
تمييز الحقائق العلمية عن الدعاوى والفرضيات الكثير من القوانين العلمية التي
اتفقت عليها البشرية، وعلى أساسها تحكم لأي دعوى بكونها فرضية أو نظرية أو حقيقة،
ولذلك كان على كل من يناقش الأطروحات الإلحادية المتلبسة بلباس العلم أن يتقن
تطبيق أمثال تلك القوانين على تلك الأطروحات، كما يتقن فن المنطق وعلم الجدل
وغيرها من العلوم الأساسية للحوار مع الملاحدة.
ومن تلك القوانين
العلمية مثلا ما يطلق عليه [شفرة أوكام][1]، وهي شفرة أو قانون يطبق على مدى واسع،
وتتحاكم إليه العلوم المختلفة، وهو متفق عليه علميا، بل هو أحد أهم المبادئ
المنطقيّة التي تشمل تطبيقاتها طيفا واسعا من المجالات المتباينة من علم المنطق،
ونظرية المعرفة، والاقتصاد، وحتى الفلك والفيزياء وربما الرّياضيات.. وبفضل هذا
المبدأ فصل وإلى غير رجعة بين الفيزياء والميتافيزياء.. وبين الكيمياء والخيمياء[2].
وهذا المبدأ
منسوب إلى الفيلسوف الإنكليزي [ويليام أوكام] حيث استنتج في أبحاثه
[1] انظر مقالا بعنوان: شفرة أوكام هي أحد أهم المبادئ المنطقيّة وأوسعها
استخداما.
[2] الخيمياء: هي علم ينظر في المادة التي يتم بها تكوين الذّهب والفضة
بالصّناعة، ويشرح العمل الذي يوصِل إلى ذلك، وتلجأ الخيمياء إلى الرّؤية الوجدانية
في تعليل الظّواهر، وكثيراً ما لجأ الخيميائيّون إلى تفسير الظّواهر الطّبيعية غير
المعروفة لديهم على أنّها ظواهر خارقة، وترتبط بالسّحر.
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 133