responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120

تستأنف الحياة وجودها المدهش بهذا التسلسل؟!

ثم ما هو ذلك المنطق الذي أوجد في حيز مكاني صغير كل تلك الأشياء اللازمة لحياتنا ومدنيتنا؟ ثم ما هو ذلك المنطق الذي يعمل على إبقاء هذه الأحوال دائمًا في صالحنا كما هي؟ أي صدفة واتفاق يتيحان حدوث هذه الإمكانات بهذا التسلسل والترتيب الجميل، ثم استمرارها لملايين السنين بحيث لا يطرأ عليها أدنى تغير يخالف مصالح الإنسان[1]؟

رابعا ـ إسناد الخلق للتطور العلمي:

وهذه من المغالطات الكبرى التي يدلسون بها على العوام والبسطاء، حيث يتصورون أن اكتشاف سبب أي ظاهرة من الظواهر مغن عن الله.. وكأن الظاهرة تتحرك بنفسها من غير حاجة محدث لها.

وقد عبر عن هذه المغالطة [ريتشارد داوكنز] بقوله متسائلا: (لماذا يعتبر الله تفسيراً لشيء ما؟)، ثم أجاب على تساؤله بقوله: (هو ليس تفسيرا، بل هو بالأحرى عجز فى التفسير واللامبالاة، وهو عبارة عن [لا أعرف] متنكرة بالروحانيات والطقوس.. وعندما يعطى الناس لله هذا الدور فى شىء ما، فهذا يعنى عادة بأنهم لا يملكون أي دراية بهذا الشيء، ولذلك فإنهم يعطون التفسير لأسطورة سماوية لا يمكن أن نعرفها أو نصل اليها يوماً ما، وولو سألت من أين أتت تلك الشخصية، فالاحتمالات هى أن تحصل على إجابة ضبابية، نصف فلسفية عن وجوده الأزلي، أو وجوده خارج الطبيعة، والتى بالطبع لا تفسر شيئاً على الإطلاق)[2]

وعبر عن ذلك بصياغة أخرى أكثر وضوحا، فقال: (الفراغات بالأساس في عقل


[1] الدين في مواجهة العلم لوحيد الدين خان ص 46 - 47.

[2] وهم الإله، ص136.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست