اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 119
لحدوثها، وهذه
السلسلة من التفاعلات تحتاج إلى من يحافظ عليها كي تعطي نتائجها.
ولو كانت الحياة
قد تطورت من مادة غير حية، فمن الذي طور هذه المادة؟ إذ أي تطور لا بد له من
مطوِّر، وإن قيل: المادة هي التي طورت نفسها عبر ملايين السنين، فالجواب: هذا
الكلام يستلزم أن الأدنى يتطور بنفسه إلى الأعلى، والتطور الذاتي إلى الأكمل دون
تدبير حكيم عليم قدير خالق، أمرٌ مستحيل عقلًا؛ إذ الناقص لا ينتج الكامل في خطةٍ
ثابتة، وهو بمثابة إنتاج العدم للوجود[1]، ويلزم من هذا الكلام قبول تحول الناقص إلى
الكامل بنفسه، وهذا نظير وجود الشيء من العدم الكلي المحض[2].
بالإضافة إلى
هذا.. ألم يكن من الممكن أن ترتطم النجوم ببعضها البعض وتتحطم؟ وبعد حدوث الحركة
في المادة، أما كان من الممكن أن تبقى حركة مجردة دون أن تصبح حركة ارتقائية، تجري
في سلسلة مدهشة من العمل التطوري لإيجاد الكون الخالي؟
ما هو ذلك
المنطق الذي جعل النجوم والسيارات تتحرك بهذا النظام العجيب في الكون اللامتناهي؟
وما هو ذلك المنطق الذي أوجد النظام الشمسي في ركن بعيد من أركان الكون؟ وما هو
ذلك المنطق الذي أمكن بواسطته إجراء تغيرات مدهشة أتاحت الفرصة لنشأة الحياة الإنسانية
على كرة الأرض؟
وهذه التغيرات
التي قد حدثت بالفعل على كرتنا لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت موجودة على ظهر سيار
أو نجم آخر من ملايين المجرات المنتشرة في أركان الكون، فما هو المنطق الذي تسبب
في إيجاد مخلوق حي من مادة بدون حياة؟ هل لأحد أن يقدم لنا تفسيرًا معقولًا
لتوضيح: كيف وجدت الحياة على سطح الأرض؟ ولماذا؟ وتحت أي قانون