اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124
لقد كان البروفيسور ايدوين كونكلين أكثر عقلا
منا حين قال: (إن القول بأن الحياة وجدت نتيجة (حادث اتفاقي) شبيه في مغزاه بأن
نتوقع إعداد معجم ضخم نتيجة انفجار صدفي يقع في مطبعة)
وكان ذلك العالم الأمريكي أكثر عقلا منا حين
قال: (إن نظرية الصدفة ليست افتراضا، وإنما هي نظرية رياضية عليا، وهى تطلق على الأمور التي لا تتوفر في بحثها
معلومات قطعية، وهى تتضمن قوانين صارمة
للتمييز بين الباطل والحق، وللتدقيق في
إمكان وقوع حادث من نوع معين وللوصول إلى نتيجة هي معرفة مدى إمكان وقوع ذلك
الحادث عن طريق الصدفة)
تقدم من زميل آخر له، وقال: فلنسلم جدلا بما
ذكر لنا هكسلي.. وافترضنا أن المادة وجدت بنفسها في الكون، وافترضنا أيضا أن
تجمعها وتفاعلها كان من تلقاء نفسها.. ففي تلك الحال أيضا لن نظفر بتفسير الكون، فإن (صدفة) أخرى تحول دون طريقنا.. فلسوء حظنا: أن الرياضيات التي تعطينا نكتة (الصدفة) الثمينة هي نفسها التي تنفى أي
إمكان رياضي في وجود الكون الحالي بفعل قانون الصدفة.
لقد استطاع العلم الكشف عن عمر الكون وضخامة
حجمه، والعمر والحجم اللذان كشف عنهما
العلم الحديث غير كافيين في أي حال من الأحوال، لتسويغ إيجاد هذا الكون عن قانون الصدفة الرياضي.
لقد ضرب العالم الأمريكي الشهير (كريسى
موريسن) مثالا رائعا يمكنه أن يوضح لنا حدود الصدفة ومجالها،
فقال: (لو تناولت عشرة دراهم، وكتبت عليها الأعداد من1 إلى 10، ثم رميتها في جيبك وخلطتها جيدا، ثم حاولت أن تخرجها من الواحد إلى العاشر
بالترتيب العددي، بحيث تلقى كل درهم في
جيبك بعد تناوله مرة أخرى.. فإمكان أن
نتناول الدرهم المكتوب عليه في المحاولة الأولى من واحد على عشرة؛ وإمكان أن تتناول
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 124