اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 122
حتى قبل تسخين الماء.. ولو لم يكن هذا النظام والضبط في المادة وعمليات الطاقة لما وجد الإنسان أسسا
يقيم عليه كشوفه ومنجزاته العلمية.. ولولا
هذا النظام والضبط لحكمت عالمنا الاتفاقات والصدف المحضة.. ولكان من المستحيل على علماء الطبيعة أن يقولوا: إنه بمباشرة عمل ما في حالة معينة تحصل نتيجة كذا..
سكت قليلا، ثم قال: ومثله ما يسمى بنظام
العناصر والدورية.. ذلك النظام الممتلئ بالعجب.. فقد وضع [ماندليف] خريطة للعناصر الكيماوية بمقاديرها الجوهرية، وسميت
بالخريطة الدورية، وفى ذلك الوقت لم
تكن كل العناصر قد تم كشفها حتى تملأ كل الخانات الموجودة في الخريطة، فتركها خالية؛ إلى أن ملأها العلماء فيما بعد، كما تخيلها [ماندليف] من قبل كشفها بسنين طويلة، وهذه الخريطة تحوى جميع العناصر الجوهرية بأرقام وقوائم مختلفة.
ومعنى الأرقام الجوهرية هو العدد الخاص الذي
يوجد في مركز الذرة، من الشحنات
الكهربية الإيجابية (البروتون).. وهذا العدد ـ كما تعلمون ـ هو الفارق بين ذرة
عنصر وذرة عنصر آخر؛ فالهيدروجين الذي
نعتبره أبسط عنصر يوجد في مركز ذرته شحنة واحدة من الكهربية الإيجابية، وكذلك توجد في العنصر المسمى (هيلوم) شحنتان، وهكذا.
وما كان لنا أن نتمكن من وضع خرائط العناصر
المختلفة إلا بناء على قوانينها الرياضية العجيبة.. وهل هناك مثال للضبط أفضل من أننا عثرنا على العنصر رقم (101) بمجرد معرفة
شحناته الكهربية الخمسة عشر؟!
التفت إلى أصدقائه من العلماء، وقال: ألا
ترون أن العلماء جميعا من لدن ماندليف إلى آخر عالم فيكم يطلق على هذا النظام
البديع لقب [القانون الدوري]، لا [الصدفة الدورية].. ذلك أنه ليس من الممكن أن
نتنكر لما تطلبه هذه الضوابط والنظم من وجود إله عليم خبير هو الذي وضع قيمها بدقة
عالية..
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 122