responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 95

وسأحدثكم ـ أنا العبد الفقير إلى الله ـ عن فضل الله علي بالهداية، وإخراجي من ظلمات الجهل والغواية، وكيف أنقذني ربي من جحيم الملاحدة.. ووضعني معكم معشر المنورين بنور الإيمان.

قالوا جميعا: يسرنا ذلك.. فهلم حدثنا بنعمة الله عليك.. فلا نعمة أفضل من معرفة الله.. ولا هدية أعظم من التواصل معه.

قال: لقد عشت فترة حياتي الدنيا في فترة سماها أهل القرون التالية [القرون الوسطى].. وكنت من مدرسة فلسفية ترى الكون ثابثا مستقرا منذ الأزل.. وترى أنه لا بداية له ولا نهاية.

ولذلك لم تكن ترى حاجة لوجود إله.. فدور الإله منتف كما تذكر.. لأن دوره هو إخراج الوجود من العدم.. وما دام الوجود خارجا بنفسه، بل لم يسبق له عدم، فإن الحاجة للإله منتفية.

وقد أرسلني قومي حينها بكل ما يملكون من الأدلة لبلدة من بلاد المسلمين، كانت تمتلئ بالفلاسفة والحكماء، وذكروا لي أني إن استطعت إقناعهم، فسأكون قد قدمت خدمة كبيرة للحقيقة، وخلصتهم من كل الخرافات التي يدينون بها.

لكني ما إن ذهبت إليهم، وألقيت إليهم ببضاعتي، حتى ابتسموا، وقالوا: فلنفرض أن ما تقوله صحيح.. ولنفرض أن الكون قديم.. وأزلي.. ولا بداية له.. فهل يعني ذلك عدم وجود إله؟

قلت: أجل.. فإن كان الكون قديما وأزليا.. فما الضرورة لوجود إله؟

قال لي أحدهم، وهو يبتسم: نحن لا نحتاج في إثبات الإله إلى أي وسائط.. فالله يدل بنفسه على نفسه؟

قلت: ألا ترى أن ذلك دور.. فكيف يدل بنفسه على نفسه؟

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست