اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 335
الهداية المبينة
في تلك اللحظات،
جاءني رجل على أريكته العجيبة المتحركة، واقترب مني، وقال: إن الله تعالى بعنايته
ورحمته ولطفه بعباده لم يكتف بالإعلان عن نفسه من خلل صنعته، ولا من خلال آياته،
ولا النظام الذي نظم به الكون.. وإنما أضاف إلى ذلك كله هدايته لعباده، ودلالته
لهم بكل الألسنة واللغات والوسائل والأساليب، حتى لا تبقى حجة لمحتج، ولا عذر
لمعتذر.
قلت: ما أحسن
هذا النوع من البراهين.. إنه سيدخل بنا إلى حضرات الأنبياء والأولياء والأصفياء..
وسيجعلنا نتواصل مع كلمات الله المقدسة.. ولكن ألا ترى في ذلك دورا؟.. فكيف نكلف
الخلق بالإيمان بالرسل، وبكلمات الله المقدسة، وهم لا يؤمنون بالله أصلا؟.. إن ذلك
سيجعلنا مثار سخرية لديهم.
قال: أليسوا
يطالبون بأدلة حسية على الله؟.. ألم يطالبوا الله في كل حين بأن يعلن عن نفسه إن
كان موجودا؟
قلت: بلى.. هم
يذكرون ذلك في كل محل، ويجعلون من تبريراتهم لإلحادهم أن الله تعالى لم يدل على
نفسه، ولم يعلن عنها، ولو أنه أعلن عنها لكانوا من السباقين للإيمان به.
قال: ألا يدعوهم
ذلك للبحث والتنقيب والمسح والتدقيق في كل من يدعي التواصل مع الله ليعرفوا بعد
ذلك الصحيح من الزائف، والحق من الباطل؟
قلت: لقد اكتفوا
ببعض النماذج، وراحوا يعممونها على الجميع.
قال: وهل هذا من
مقتضيات العلم؟
قلت: هم يضعون
هذا ضمن الاستقراء الناقص.
قال: وهل ينفع
في هذا الاستقراء.. هل يمكن أن نحكم على قرية تلبس ثلاثة من
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 335