اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 333
التفت
إلى صاحبي، وقلت: لقد أخبرتني أنك ستدلني على الإنسان.. فأين هو الإنسان؟
أشار
إلى الكلب، وقال: هذا هو الإنسان.
قلت:
هذا كلب.. وليس إنسانا.
ضحك
مع صاحبه بافلوف ضحكة عالية، ثم قال: نعم.. هناك فروق بينهما.. لكن مع ذلك نستطيع
أن ندرس الإنسان من خلال دراستنا للكلب.. بل للحشرات..
قلت:
ما الجامع بينهما؟
قال:
ألم يفسر نيوتن جميع حركات الكون من خلال تفاحة؟.. فكذلك نحن يمكننا أن نفسر كل
الظواهر السلوكية للإنسان من خلال الظواهر السلوكية للكلاب.
قالا
لي هذا.. ثم سارا بي في متاهات كثيرة.. ومدة طويلة من الزمان صرت أرى فيها نفسي
كما أرى أي آلة.. وقد عذبتني هذه الرؤية كثيرا..
***
بعد
كل تلك الجولات الطويلة التي أخذت جزءا كبيرا من عمري، وتهت فيها عن نفسي وحقيقتي
بسبب غفلتي عن ربي جاءني المدد الإلهي الذي خلصني من كل تلك الأوهام والخرافات
التي لبست ثياب العلم.. وكان أول ذلك معرفتي لربي، فربي هو الذي عرفني بنفسي
وحقيقتي وما وهبني من الكمال، وما أفاض علي من التكريم.
وقد
وجدت أن كل ما قام به أساتذتي من تحريفات للحقيقة الإنسانية ليس سوى نوع من الهروب
من الله.. وعندما هربوا من الله لم يجدوا إلا السراب.
***
ما أنهى صاحبنا
حديثه حتى انتشرت أنوار لطيفة على تلك الروضة الجميلة التي اجتمع فيها كل أولئك
العلماء المنورين بنور الإيمان، وقد سرى أريج تلك الأنوار إلى كل لطائفي، فصرت أرى
عظمة الله، وهي تتجلى بكل بهاء وجمال في كل آية من آياته.
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 333