اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 332
الأساس
الحقيقي الذي تقوم عليه النظم القانونية والسياسية والتي تطابقها أشكال محدودة من
الوعي الاجتماعي. فأسلوب الإنتاج في الحياة المادية هو الذي يعين الصفة العامة
للعمليات الاجتماعية والسياسية والمعنوية في الحياة. ليس شعور الناس هو الذي يعين
وجودهم، بل إن وجودهم هو الذي يعين مشاعرهم)
قلت:
ولكنك بنزع العقل من الإنسان لن تبقي له أي شيء؟
قال:
بل أعيده إلى ذاته.. فمن الخطر ومن الخطأ أن يظل الإنسان يبحث في الأساطير عن
ذاته.. بينما ذاته أمامه يستطيع أن يشرحها كما يشاء.
قال
ذلك، ثم نظر إلي ليتأمل تأثير كلامه علي، ثم قال: لقد ظلت المادية تعاني ضعفاً منذ
أن كانت تفتقد هذه الحلقة أي منذ كان الميكانزم العصبي مجهولاً، واستغل المثاليون
هذا الضعف، واستفاد منه الرجعيون لنشر الجهل وتشويش الفكر وخلق أساطير عن الطبيعة
البشرية..
قال
ذلك، ثم نظر إلي، فوجدني لا أزال لا أنبس ببنت شفة، فقال: تعال معي.. لا يمكن أن
تقتنع قبل أن ترى بعينك.. فليس الخبر كالعيان.
قلت:
إلى أين تريد أن تأخذني؟
قال:
ألست تبحث عن الإنسان؟.. تعال أريك الإنسان.
سرت
معه في كثير من المتاهات إلى أن وصلنا حجرة سمعنا فيها صياح كلب.. فالتصقت به،
وقلت: أنا أخاف من الكلاب.. هيا بنا نبتعد عنها.
قال:
لن تفهم الإنسان حتى تفهم الكلاب.. تعال معي.
دخلنا
حجرة استقبلنا فيها رجل اسمه (بافلوف).. لم يطل به ترحيبه لنا.. بل قادنا إلى حيث
يوجد الكلب الذي أفزعني نباحه.. ثم قرع جرسا، فإذا بالكلب يسيل لعابه بقوة.. قال
لنا بافلوف: انظروا.. لقد عودت هذا الكلب على أن لا أقدم له الطعام إلا بعد أن
أقرع الجرس.. انظروا تأثير ذلك عليه.. صار الجرس عنده مثيرا.. لقد استطعت أن
أستبدل رائحة الطعام بصوت الجرس.
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 332