اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 319
وحينها أقول له،
وكأني وجدت الحل الذي يزيل المشكلة من أساسها: ما دمت ذكرت هذا، فإن أهم عنصر في
الإنسان هو قوته الدافعة.. وليس تلك القوى إلا القوى المادية الموجودة في الآلة
الإنسانية، والتي تتخذ شكل غرائز وانفعالات.. وعند التأمل فيها نجد أنها مصدر جميع
الأعمال التي يقوم بها الإنسان.
عندما أقول له
هذا يرد علي بغضب: ما دام الإنسان كائنا ماديا، كما تذكر، فأين العقل؟
وحينها أرد عليه
بكل تبجح وكبرياء: العقل لا يملك زمام الأمر، لأنه ليس سوى نتاج ثانوي للمادة..
هذا ما كنت
أقوله لصاحبي المؤمن الذي كان يذكرني كل حين بحقيقة الإنسان، لينطلق منها إلى
الله.. لكني كنت أقطع عليه الطريق من أولها.. فلا أعترف بالإنسان.. ولا أراه إلا
مجموعة تفاعلات كيميائية، مثله مثل أي شيء آخر في الكون.
***
وقد كان يعينني
في موقفي هذا، أو يلقنني إياه الكثير من أساتذتي الذين راحوا يحللون النفس
الإنسانية ليبحثوا عن دوافعها بحثا ماديا بحتا.. والبداية كانت مع أستاذ من أساتذة التطور الذي راح
يفسر لي الإنسان، وجميع أحاسيسه ومشاعره بقوله[1]: في البدء.. وبعدما بردت الأرض وتكونت
بحارها وجبالها وسهولها وغلافها الجوى واستعدت لاستقبال الحياة عليها، وذلك بعد
تعرضها خلال ملايين السنين للتطور من حال إلى حال.. كان أول ظهور للحياة على الأرض
فوق سطح الماء والمحيطات والمستنقعات وعلى شواطئ المسطحات المائية التى تكونت
عندها مادة الطين، حيث اختلط الماء بالتراب.. ومن عفن الطين المنتن نشأت أبسط
وأصغر أنواع الحياة التى نراها ممثلة في بعض أنواع البكتيريا
[1] نقلنا هنا بتصرف كبير بعض ما ذكرناه في
رسالة [سلام للعالمين]، فصل [الأنا]، من سلسلة [حقائق ورقائق]
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 319