responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 315

المريض يتحرك، ولكنه لا يستطيع أن يجعله يريد تحريكه.. إنه لا يستطيع أن يكره الإرادة فواضح إذا أن العقل البشرى والإرادة البشرية ليس لهم أعضاء جسدية.

***

بعد أن انهارت كل الأسس التي قامت عليها تصوراتي للعقل، لم أجد إلا أن أخضع لأحكامه، وإلى اعتباره كيانا موجودا محترما، ومختلفا تماما عن المادة.

لكن هداية الله لي في هذا الجانب لم تتوقف على ذلك.. بل هداني إلى ما هو أعظم من ذلك.. وهو هدايتي إليه، لأخرج من جحيم الإلحاد وضلالاته إلى جنة الإيمان وأنواره.

وقد كانت بداية ذلك حوارا حضرته في حديقة من حدائق الحرية، حيث وجدت رجلا مسلما يلتف حوله بعض الناس يسألونه، قال له أحدهم: لماذا لا نرى الله جهرةً، وهل يمكن تصوّر موجود لا يرى بالعين المجردة؟!.. ولماذا لم نر أثراً من الخالق في المختبرات، إنّنا لم نشاهد في عالمنا هذا سوى المادة؟

فقال الرجل المؤمن بهدوء[1]: إنكم بتصوراتكم هذه ترون أن الكون بما فيه من كائنات لا يتجاوز المادة.. وترون أن كلّ الموجودات لابد لها من لون وشكل.. ولابد أن تحدّد بزمان أو مكان.. وترون أنه لو فرض أن يكون هناك موجودٌ، ولم يتصف بالصفات المذكورة فهو إلى العدم أقرب منه إلى الوجود.

قالوا: أجل.. نحن نقول ذلك.. وكل العقلاء يقولون ذلك.

قال: فاسمحوا لي أن أسألكم ما دمتم قد ذكرتم هذا.. وما دمتم ذكرتم أنكم أصحاب علم وعقل.. هل استطعتم بعقولكم الجبّارة أن تسيروا في كلّ أرجاء هذا الكون الواسع لتكتشفوا أنّ كلّ ما في هذا الكون مادة وليس إلا المادة.. وهل انتهى علمكم إلى أنّ كلّ


[1] انظر: مصدر الوجود بين العلم والفلسفة: الشيخ جعفر السبحاني..

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست