اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 210
مبدعا، والمصمم
صدفة؟
لم أجد بما
أجيبه إلا أني رحت أراجع حسابات أفكاري، فرحت أصرف بصري عن اللوحة المحدودة الضيقة
وأتجول به في أنحاء الكون الواسع، فرأيت مشهدا إبداعيا عظيما في الكون لم أكن أراه
من قبل.. لقد أعمتني الألفة عن النظر إليه، والتأمل فيه..
لقد وجدت أن
ربنا المبدع العظيم هو الذي جعل فينا الإحساس بالإبداع، وحب الجمال، وتذوقه،
لننتقل بمداركنا من لوحات الوجود، وحجب السماوات والأرض، إلى رب الوجود ورب
السموات والأرض.. كما ننتقل من التعرف على جمال اللوحة إلى جمال روح الفنان الذي
أبدعها.
لقد قال لي
صاحبي هذا بعد أن رآني متأملا ما يقول: لا يفوتنك يا صاح أن ترى الإبداع، ولا تعرف
المبدع، أو تلمس الإحسان، وتنسى المحسن، أو تعشق الجمال ولا يمتلئ قلبك بحب خالق
الجمال.
***
ما قال لي هذا
حتى شعرت بأنوار الإيمان تتغلغل إلى روحي وقلبي وعقلي وكل لطائفي.. وقد سرت معه في
ذلك المساء نحو بعض الحدائق الغناء، وقد رأيت فيها من اللوحات والرسوم ما لم أكن
أراه.. وكان أجمل ما شدني فيها هو ذلك التوقيع الرباني الذي يحمله كل لون من
ألوانها، وشكل من أشكالها.
برهان التكامل:
بعد أن أنهى
الرجل الثالث حديثه، قام آخر، وقال: بعد أن حدثكم صديقي وأخي عن [برهان التناسق]،
وكيف خرج به من ظلمات الجهل والغواية إلى نور الإيمان والهداية.. فاسمعوا حديثي
الذي لا يقل عنه عجبا.. وهو عن برهان من براهين الصنعة العجيبة، أطلقت عليه اسم
[برهان التكامل].. وهو برهان يدل على الله من كل الوجوه، وبكل المقدمات،
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 210