responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 177

عليه اسم [برهان التطوير].. وهو برهان يدل على الله من كل الوجوه، وبكل المقدمات، وبجميع اللغات..

فالله برحمته لم يوفر لنا فقط كل ما نحتاجه، ولم ييسر لنا فقط كل ما نتناوله، وإنما أيضا وفر لنا من القدرات، وأعطانا من الطاقات، ورزقنا من المواهب ما نطور به أنفسنا، فنخرج به من عالمنا الحدود إلى عوالم أوسع وأكبر، وهذا ما لم يتوفر في أي صناعة من صناعات الدنيا، فلم نر في حياتنا دراجة تتحول إلى سيارة، أو سيارة قديمة تتحول إلى سيارة جديدة.. وهكذا نرى الفرق الكبير بين صنعة الله وصنعة خلقه.

بداية قصتي تنطلق من مخبري البيولوجي المتطور الذي كنت أعمل باحثا متخصصا فيه، وقد استرعى انتباهي حينها [1] تلك المادة العجيبة المسماة [الكولسترول]، التي يصنعها الجسم البشري، فهي ـ مع كونها في الأصل ـ مادة شحمية دسمة، تدخل ضمن دسم البدن.. والأصل فيها كأي مادة أن تبقى كذلك..

لكنها لا تفعل.. بل تظهر بصور مختلفة بحسب الحاجة، وكأنها كائن عاقل يعرف ما يفعل بالضبط.. ولذلك رأيتها تتحول في كل لحظة إلى مركب جديد وشخصية جديدة، فهي تارة كولسترول في الدم بشكل مادة شحمية إذا ترسبت على جدران الأوعية الدموية سببت ارتفاع الضغط.. وتارة بشكل ينافي ذلك تماماً مع أن البناء الكيمياوي واحد في كلا الحالتين.. ولكن تتغير بعض ذرات البناء فقط، فإذا بهذا المركب يصبح هورموناً يعطي صفات الذكورة كلها من توزع الشعر في البدن وخاصة الوجه، وغلظ الصوت، وشدة العضلات.. وغيرها.. وبينما هو يمارس تلك الوظيفة إذا بتحولات بسيطة تطرأ على بعض ذراته، فإذا به ينقلب بشكل عجيب ليصبح هورموناً أنثوياً يعطى للأنثى كل صفات الأنوثة


[1] انظر: الطب محراب للإيمان، خالص جلبي، ج1.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست