responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17

تخرجني من جحيم الإلحاد إلى جنات الإيمان.. فإن شئتم أن أذكرها لكم فعلت.. وإن شئتم اقتصرت منها على البراهين التي أخرجني الله بها من أوهامي.

قال أحدهم: هلم اذكرها لنا تفاصيلها.. فما تحلو مجالسنا هذه إلا بالتفاصيل.

قال الرجل: في ذلك اليوم دعيت للشهادة في المحكمة من طرف صاحبي الذي ذكرته لكم.. وقد ذهبت إليها على الرغم من أنني لم أعاين شيئا.. ولكني كنت واثقا تماما أن صاحبي صاحب العلم والمال والجاه لا يمكن أن يظلم أو يغدر.. فقد كانت ثقتي فيه لا حد لها.. لكن الله شاء أن يجعل ذلك اليوم سببا في اكتشافي لحقيقته، واكتشافي بعد ذلك لله تعالى.

وقد وضح لي صاحبي، ومدراء أعماله ما علي أن أقوله بدقة.. فحفظته عن ظهر قلب.. لكني ما دخلت القاعة، وسمعت كلام المتهم، ورأيت سنحة وجهه حتى نسيت كل شيء.

لقد كان أول ما بدأ به المتهم كلامه، هو شهادته على نفسه، وإقراره بأنه صاحب الفعلة التي اتهم بها، وأنه لا يحتاج إلى أي شهود يثبتون ذلك أو ينفونه.. وسرني ذلك كثيرا، فقد ألقى عن ظهري تبعة الشهادة بما لا أعلم[1]..

لكن المتهم لم يكتف بذلك، بل راح يقول للقاضي، والمدعين عليه: لكن اسمعني ـ سيدي ـ قبل أن تحكم علي بما تشاء لأذكر لك سر فعلتي تلك.. ولعلك بعدها تعذرني.. ولعلك تنزل علي ما تشاء من العقوبة.

لم يجد القاضي ومن حوله من المستشارين سوى أن يأذنوا له بالحديث، فقال: كل ما سأقوله لكم حقيقة مطلقة يشهد عليها صاحب المعمل الذي ادعى علي، ويشهد عليها


[1] استلهمنا هذا المعنى من قصة إبراهيم عليه السلام، وما فعله مع الأصنام ليقيم الحجة على قومه.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست