responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 106

برهان الصديقين إلا البرهان الوجودي[1].. وأنا لي علاقة كبيرة به، وبأصحابه بدءا من الراهب أنسلم، وانتهاء بالفيلسوف الكبير ديكارت..

ولهذا يشرفني أن أحدثكم ـ أنا العبد الفقير إلى الله ـ عن فضل الله علي بالهداية بسبب هذا البرهان العظيم.. فبه أخرجني الله من ظلمات الجهل والغواية، وبه أنقذني من جحيم الملاحدة.. ووضعني معكم معشر المنورين بنور الإيمان.

قالوا جميعا: يسرنا ذلك.. فهلم حدثنا بنعمة الله عليك.. فلا نعمة أفضل من معرفة الله.. ولا هدية أعظم من التواصل معه.

قال: اسمحوا لي قبل أن أحدثكم عن أسباب فضل الله علي بالهداية، وعلى البرهان الذي جذبني الله به إليه، أن أذكر لكم فضل أستاذي [رينيه ديكارت] ذلك الذي يطلق عليه [مؤسس الفلسفة الحديثة].. فقد كانت فلسفته هي السبب الذي توافق مع عقلي وطبعي، فجعلني أتحول من الإلحاد إلى الإيمان، ومن السفسطة والجدل العقيم إلى التحقيق والعلم المنير.

لقد كانت فلسفته فلسفة جديدة بالفعل.. فقد طرح أفكاره بطريقة مختلفة تماما عن الطريقة التي طرحت بها الفلسفة طوال عشرة قرون من قبله.. أقصد الفلسفة المدرسية المعروفة.. فلسفة أفلاطون وأرسطو اللتين سادتا التفكير الفلسفي في أوربا أيام العصر الوسيط.

والذي جعلني أميل إلى فلسفته خصوصا هو أنها ليست مجرد تأملات خالصة أو أفكار عقيمة.. وإنما كانت ذات مردودات عملية تتعلق بجميع جوانب الحياة.


[1] سمي بذلك، وبالبرهان الأنطولوجي، لأن الفلاسفة الغربيين – وعلى رأسهم الفيلسوف كانط - أسموا مجمل منظور أنسيلم ومن على شاكلته بالبرهان الأنطولوجي أي البرهان الوجودي المتأسس في تكوين يقينياته على الوجود بين الضرورة والإمكان.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست