اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 76
جام غضبي على الله.
أما مقولاتي عن القرآن الكريم، والذي
تجلى الله فيه لعباده ليعرفوه، ويعرفوا عدله ورحمته وحكمته، ويعرفوا من خلاله
أسرار الوجود والكون والحياة والإنسان، فقد رحت ـ بكبريائي، وبدواعي الانتقام التي
أنشأها في قومي ـ أصب عليه كل ألوان حقدي، لقد قلت فيه: (إن معارضة القرآن ومحاولة
التفوق عليه شيء واجب على المؤمنين أن يوجدوه ليحققوا للقرآن رغبة الضجيج،
والاعلان والتوتر، والمخاصمة)[1]
سأكون صادقا معكم ومع نفسي، فإن الذي
دعاني إلى قول هذا هم أولئك الأدعياء من قومي الذين راحوا يعارضون الحقائق العلمية
الثابتة بما تفهمه عقولهم البسيطة من القرآن الكريم.. في نفس الوقت الذي راحوا
يتهمون فيه كل مسلم مؤمن عالم بكونه ضحية للعلوم الحديثة.. وبما أني وضعت خيارين
فقط لنفسي: إما الإلحاد أو دين قومي، فقد اخترت الإلحاد على دين قومي.
في تلك الأيام سمعت بطبيب فرنسي أسلم
يقال له [موريس بوكاي]، وقد تعجبت من إسلامه.. بل عجبت من إيمانه بالله.. وعندما
أتيحت لي الفرصة سألته عن سره، فقال لي، وهو يشير إلى كتاب في يده يحمل عنوان [القرآن
والتوراة والإنجيل والعلم: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة]:
هذا الكتاب يجيبك عن سؤالك.
فقلت: أجبني أنت.. وسأقرأ الكتاب لاحقا.
فقال: لقد كنت في يوم من الأيام
ملحدا، وأردت أن أثبت إلحادي بنقد المصادر المقدسة للأديان الكبرى، ووجدت أن أحسن
طريقة لذلك هي عرضها على منتجات العلم الحديث.. وبالفعل، قمت بدراسة مقارنة للكتب
السماوية الثلاثة.. واستغرقت مني الدراسة