وقلت: (إننا في حالة آلية الكون نكون فيه
سادة، نحكمه ونوجهه كما نشاء بقدر ما نستطيع، أما في حالة روحانيته وعبوديته، فإننا
نكون فيه عبيدا مقهورين بقوة غيبية مثله لا نستطيع أن ننتصر عليها، ولا أن نتفاهم
معها، أو نعرف متى تفعل، أو تكف عن الفعل، متى توقف النهر أو إلى متى تتركه جاريا)[2]
وقلت: (إني أتشاءم بحرارة ومعاناة وإيمان..
تشاؤمي نوع من الاحتجاج ضد الكون، وضد الآلهة وضد نفسي.. إني أتشاءم لأني لا
أستطيع أن أكون إلهًا) [3]
وقلت: (إن الدعاء والصلاة اتهام لله بليد
! إنك إذا دعوت الله، فقد طلبت منه أن يكون أو لا يكون.. إنك تطلب منه حينئذ أن
يغير سلوكه، ومنطقه وانفعالاته.. إنك إذا صليت لله فقد رشوته لتؤثر في أخلاقه،
ليفعل لك طبق هواك، فالمؤمنون العابدون قوم يريدون أن يؤثروا في ذات الله، أو
يصوغوا سلوكه، لأن الصلاة والدعاء ليستا إهانة لله فقط؛ إنهما أيضًا إفساد للداعي
والمصلي، وإنهما تقوية له على الرشوة وعلى نفي القانون والعدالة، والذي يتعلم رشوة
الله، وينكر قوانين الأشياء، هل يمكن أن يكون في سلوكه أو تفكيره فاضلاً أو
ذكيًّا؟.. إن الذي يصلي لله لا يريد أن يتصدق على الله بصلاته.. إذن هو يرشوه، إنه
يريد منه أن يغير سلوكه، وإرادته وأن يفعل ما ليس فاعلاً.. أن يفعل إرادة المصلي
ثمنًا لصلاته) [4]
هذا بعض ما سطرته يداي في كتبي عن الله،
وأنا ممتلئ حقدا عليه، وعلى قومي الذين كنت أستحيي منهم، ومن بلادتهم وتخلفهم،
فرحت بدل أن أصب جام غضبي عليهم، أصب