مؤذنا في هذا المسجد.
قال آخر: وأنا تبت إلى الله، ورحت أحفظ القرآن الكريم، وأنشر تعاليمه العظيمة بين الناس.
قال آخر: وأنا تبت إلى الله.. ورحت أرد على أطروحات الملاحدة بما آتاني الله من علمه وفضله.
قلت: فكيف حصل ذلك؟.. لقد جئت من بلاد بعيدة لأسلمكم هذا الكتاب..
أخرجت الكتاب وأريته لهم..
لكن العجب أن أحدهم، أخرج مثله بنفس عنوانه، وقال: لا تقلق، فلكل واحد منا مثله.
قلت: كيف ذلك .. فأنا لم أعط هذا الكتاب لأي أحد.
قالوا: ونحن لم نأخذه منك، ولا من أي أحد.
قلت: فمن أين حصلتهم عليه؟
قالوا: نحن لم نحصل عليه.. نحن كتبناه مثلما كتبته.
قلت: هل تقصد أنكم زرتم فندق الملاحدة؟
قالوا: لو لم نزره ما تمكنا من كتابته.
قلت: فأنتم تعرفون [معلم الإيمان] إذن؟
قالوا: لو لم نعرفه ما كنا في هذا المسجد، ولما خرجنا من سجون الإلحاد.
قلت: وتعرفون ذلك المرشد الذي يقود الداخلين إلى فندق الملاحدة.
ابتسم أحدهم، وقال: ما بك يا رجل.. هل نسيتني .. هل نسيت مرشدك في فندق الملاحدة؟
تمعنت في ملامحه، فإذا به هو عينه، فقلت متعجبا: هل هو أنت .. هل أنت المرشد؟