responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 294

طبائعيون

سرنا إلى الجناح السابع في فندق الملاحدة، وقد كتب على بابه قوله تعالى: ﴿مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ [الكهف: 51]

سألت المرشد عن الآية، وعلاقتها بهذا الجناح، فقال: هذا جناح الطبائعيين..

قلت: الطبائعيون.. أتقصد أولئك الذين يذكرون بأن العالم وجد بفعل (الطبيعة) ، أي أن ذوات الأشياء؛ من نبات ، أو حيوان ، أو جماد ، وخصائصها ، أوجدت نفسها ، وحركاتها بنفسها، من غير تدخل طرف خارجي أجنبي عنها.

قال: أجل.. أولئك الذين قال الله تعالى تعالى لهم متحديا: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ [الطور: 35]

قلت: صدق الله العظيم.. فما ترك القرآن من شيء إلا ذكره.. ولكن لم سموا الطبائعيين.. وهل هناك فرق بينهم وبين الصدفيين القائلين بأن الخلق تم عن طريق المصادفة المحضة.. أي أن الذرات ، والجزيئات تجمعت عن طريق الصدفة.. ثم تكونت المادة.. ثم ظهرت الحياة ، وتكونت المخلوقات المتنوعة بلا تدبير ولا إحكام مسبق..

قال: كلاهما شيء واحد.. وكلاهما هارب من ربه مستسلم لهواه .. يبحث عن أي علة تبعده عن الدين، وتقربه من الشياطين.. كما قال تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ﴾ [المجادلة: 19]، فهؤلاء كذلك استحوذ عليهم الشيطان، فأبدلهم ذكر الله بذكر الطبيعة، وأبدلهم ذكر العناية الإلهية بذكر الصدفة العبثية.

قلت: ولكن ما علاقة الآية الكريمة المعلقة على الباب بهذا؟

قال: لأن هؤلاء الطبائعيين سواء كانوا من القائلين بالطبيعة المحضة، وأنها الخالق

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست