responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24

هل ترى أن أمثال هؤلاء المجرمين يجازون بالفنادق.. لعل الأمر اختلط عليك؟

لم يأبه معلم الإيمان لكلامي.. بل سار بي في متاهات عجيبة لا أستطيع وصفها، حتى وصل بي إلى عمارة ضخمة، ممتلئة بكل ألوان الزينة، وفيها كل أنواع الرفاه.. وقال لي: هذا هو فندق الملاحدة.. فسر إليه، وستجد من يرشدك في رحلتك هذه .. ولا تنس أن تكتب كل ما تسمع.. وتسجل كل ما ترى.

امتلأت دهشة لما رأيت.. وقلت في نفسي: هل هذا هو فندق الملاحدة.. ألأجل هذا الفندق راح أولئك الشباب يتركون دينهم؟

قال لي معلم الإيمان: لا تستعجل.. وسر.. فلن ترى العجائب إلا بالسير.

قلت: وأنت .. ألن تسير معي؟

قال: أنا دوري الهداية والدلالة.. وقد انتهى الآن .. وسترى في الطريق من يرشدك.. فلكل وجهة إمام.

قال ذلك، ثم غاب عني، كما تعود معلم السلام أن يغيب.

سرت في الطريق المؤدية إلى فندق الملاحدة، وكانت ممتلئة بالزهور الجميلة، لكنها لم تكن تصدر أي رائحة.. بل كانت ممتلئة بالحزن والكآبة.. وكانت أول مرة أرى فيها الزهور بتلك الحالة.. وكانت أول مرة أشعر فيها بالأسى والألم، وأنا أعاين جمالها..

في مدخل الفندق.. رأيت شابا ممتلئا بأنوار الإيمان، استقبلني بأدب، وراح يقول لي: لاشك أن الذي أرسلك هو معلمي معلم الإيمان.

قلت: أجل.. هل تعرفه؟

قال: وهل يمكن لي أن أنساه.. لقد جعله الله واسطة الهداية التي أخرجتني من ظلمات الغواية.

قلت: عجبا.. وهل مررت بظلمات الغواية.. لا يبدو عليك ذلك.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست