responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232

اسمحوا لي أن أقرأ لكم بعض ما علق في ذاكرتي من كتابي [جوهر المسيحية][1]

لقد قلت فيه: (إن الكائن الإلهي ليس سوى الكائن الإنساني، أو بالأحرى، الطبيعة الإنسانية، وهي خالصة ومتحررة من كل قيود الإنسان الفرد، مجعولة موضوعية، أي متأمل فيها ومحترمة باعتبارها وجودا منفصلا. الإله هو تأليه الطبيعة الإنسانية)

وقلت: (إن الإنسان، وخاصة الإنسان المتدين، هو بالنسبة لنفسه مقياس لكل الأشياء، لكل الواقع. كل ما يؤثر بقوة على الإنسان، وكل ما أنتج تأثيراً على عقله، إذا كان صوتا مميزا أو غير مفهوم، أو ملاحظة، فهو يشخصها باعتبارها كائنا إلهيا)

وقلت: (كي تدرك الإله باعتباره مقدساً ولا تدرك أنك نفسك مقدس؛ كي تدرك البركة ولا تعرف أنك نفسك مصدرها، فهذه هي حالة من الانفصال، التعاسة. الكائنات العليا لا تعرف مثل هذه التعاسة؛ فهي ليس لديها أي تصور عما هي ليست عليه)

وقلت: (طالما كان الإنسان في حالة الطبيعة الأولى، فإن إلهه هو إله طبيعي ـ تشخيص لقوة الطبيعة. وعندما يسكن الإنسان بـيوتا، فإنه يُسكِن آلهته في معابد. فالمعبد هو مجرد تعبير عن القيمة التي يضفيها الإنسان على الأبنية الجميلة. إن المعابد المهداة للدين هي في حقيقتها معابد مهداة لفن العمارة)

وقلت: (كي يكون الإله غنياً، يجب أن يكون الإنسان فقيراً؛ وكي يكون الإله هو كل شئ، يجب أن يكون الإنسان لا شئ..ما يخرجه الإنسان من ذاته وينكره على نفسه، يتمتع به في مقياس أعلى وأكمل، في الإله)

وقلت: (إن أفكار الإله هي أفكار إنسانية، دنيوية. فالإله مثله مثل الإنسان، لديه خطط في ذهنه، ويكيف نفسه مع الظروف ومع الأذهان، مثله مثل المعلم مع تلاميذه. إنه يحسب


[1] النصوص المقتبسة هنا بين قوسين هي من كتابه [جوهر المسيحية]

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست