اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 231
الأجيال التي لم أرها.
وقد حصل ذلك، فقد تأثر كل أعلام الشيوعية
بكتاباتي ومجدوها ابتداءا من الرفيق العزيز [كارل ماركس]
لكم وجهه ببعض اللكمات، ثم راح يقول: لقد
طرحت كل هذه الأفكار في كتابي [جوهر المسيحية] الذي أردت من خلاله أن أتقدم أشواطا
جديدة في نقد الدين مقارنة بما فعله من قبلي من أمثال [جوردانو برونوز]، أو [باروخ
سبينوزا]
وكنت أيضا أريد أن أتقرب من كل
التنويريين من أمثال [فولتير]، و[ديدرو]، و[دولباخ].. والذين ركبت من فلسفاتهم
وانتقاداتهم للدين ذلك التصور الجديد الذي وضعته له.
لكم وجهه بعض اللكمات، ثم راح يقول:
أتذكر ذلك اليوم الذي ذهبت فيه إلى إلقاء محاضرة في جامعة هايدلبرج.. لقد قلت
حينها: (سأذهب إلى هايدلبرج لإلقاء محاضرات حول جوهر الدين. ولو أن بذرة واحدة فقط
مما سوف أزرع هناك، نبتت بعد مئة عام، وأصبحت شجرة، فإنني أكون قد أديت خدمة إلى
البشرية)
وقلت: (حقاً أن الإنسان يجهل الكثير مما
يحدث له من حوله، لكن ذلك لايبرر اللجوء إلى ماوراء الطبيعة، للعثور على التفسير..
كم من أسرار عجز أسلافنا عن معرفة كنهها، واليوم يلم الإنسان بكل خفاياها)
وقد حصل بالفعل ما أملته، فقد تتلمذ
الكثير على فلسفتي من الشيوعيين وغيرهم، حتى أنه صار كل من يكتب عن الفكر الديني
يذكر نظريتي التي صار يطلق عليها [النظرية الإسقاطية]، وتفسر بأنها النظرية التي
تنص على أن الإنسان ابتدع الآلهة حسب صورته، وأن الإله ليس سوى الفكرة التي
يتمناها كل إنسان لنفسه، ولا يفقه عنها شيئاً، رغم وجودها في داخله، أو ما عبرت
عنه بقولي: (لا شئ حقيقياً سوى البشري الفعلي المحسوس)
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 231