responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 193

الأكبر.

وكنت أقول لكم: بما أن الإنسان جسد و نفس، فإن سعادته تكمن في تحقيق الخير الملائم لطبيعة كليهما.. والخير الملائم لطبيعة الجسد هو اللذة.. أما الخير الملائم لطبيعة النفس فهي الطمأنينة.

لقد قلت لكم في ذلك: (أما أن اللذة خير فذلك أمر بديهي يشعر به الإنسان كما يشعر أن النار حارة وان الثلج أبيض).. وقلت: (إن اللذة هي بداية الحياة السعيدة وغايتها).. وقلت: (بالنسبة لي لا يمكنني أن أتصور ماهو خير إذا استبعدنا ملذات الطعام والحب وكل ما يمتع العين والأذن).. وقلت: (إننا لا نبحث عن أية لذة.. ولا ينبغي أن نتجنب كل ألم، فاللذة التي نقصدها هي التي تتميز بانعدام الألم في الجسد والاضطراب في النفس.. وبمجرد أن تتحقق لنا هذه الحالة حتى تهدأ كل عواصف النفس ولن يكون على الكائن الحي أن يسعى إلى شيء ينقصه)

وعندما سألتموني عن السبيل إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من اللذة لينعم الجسد.. وعن السبيل إلى تحقيق الطمأنينة لتنعم النفس كذبت عليكم كثيرا.. وانحرفت بالبوصلة التي تدلكم على قبلة اللذة والسعادة الحقيقية.

لقد رحت أقول لكم: (لاتخف من الله، لاتخف من الموت، لاتخف من الألم، عش ببساطة، ابحث عن المتعة بحكمة، واعقد صداقات وابحث عن أصدقاء وعاملهم بحسن، كن مخلصاً في حياتك وعملك، وابتعد عن الشهرة والطموح السياسي)

ورحت أشرح لكم دعوتي هذه في كل الرسائل التي كتبتها.. وقد ذكرت فيها أن الطمأنينة النفسية التي هي أساس السعادة وسببها الأكبر لا تتحقق إلا بالتخلص مما يسبب اضطراب النفس..

وكان يمكنني أن أدلكم على الحقائق التي تحمي نفس الإنسان من الاضطراب، وتعيد

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست