responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 180

والقيادة)

وقد أردت من هذا المثال تحطيم تلك الحجج التي يستعملها المتدينون لإثبات المعاد والجزاء والعدالة الإلهية.. ثم يبنون على أساسها كل القيم الإنسانية النبيلة.

سكت قليلا، ثم قال: دعك من كل تلك القواعد، وما تحويه من مغالطات.. وهلم بنا إلى المغالطة الكبرى .. تلك المغالطة التي تستند إلى [شفرة أوكام]، وهي التي تنص على أننا (عندما نواجَه بفرضيتين تستويان في معقولية تفسيرهما لجملة من البيانات، فعلينا أن نتخير الأيسر والأبسط منهما)

فهذه القاعدة من الركائز الأساسية التي يشيد عليها أصحابي من الملاحدة ـ بمختلف مدارسهم ـ عقيدتَهم الإلحادية.. فهي تتناسب مع عقولهم الكسولة التي لا تريد أن تغرق في مناقشة الفرضيات الفلسفية.. لذلك تعتبر (التفسيرات الأيسر مقدَّمة على التفسيرات الأعقد عند التساوي)

مع أن هذه القاعدة تخالف المنطق العقلي، لأنه لا دليل عليها.. فلم يدل الاستقراء الطبيعي على أن التفسيرات الأيسر أو الأبسط ـ حتى في دائرة البحث الطبيعي ـ تكون هي الأحظى بالصواب؟ .. وهل هناك حدٌّ مُنضبِط يمكن الاتفاق عليه للحكم على تفسير من التفسيرات بأنه بسيط، وعلى آخر بأنه معقد.

لا شكَّ في أن أفضل الطرق للوصول من نقطة (أ) إلى نقطة (ب) هو الطريق المستقيم، ولكن عن أي طريق نتحدث، وعن أي نقطتين؟ هنا يأتي الخلط عند كثير من فلاسفة العلم الطبيعي ومن تابعهم من علماء الملاحدة.

ولا شك كذلك في أن زيادة الافتراضات الطبيعية في تفسير ظاهرة من الظواهر دون مسوِّغ من القرائن العلمية المعتبَرَة يعدُّ تكلفًا لما لا حامل عليه، ومخالفةً لغاية العلم الطبيعي نفسه.. لكن هذا لا يعني ـ بالضرورة ـ أن التفسير الأيسر أو الأقل عددًا في فرضياته ومقدماته

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست