اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 18
قلت: بم؟
قال: بحجج الله التي أودعها الله في
عقلك، لتميز الحق من الباطل، والخبيث من الطيب.
قلت: هذا كلام جميل.. فمن أنت .. ومن
الذي أرسلك لي؟
قال: ما دمت قد جئت لأعلمك الإيمان..
فأنا [معلم الإيمان]
قلت: لا شك أن الذي أرسلك لي هو معلمي
[معلم السلام]
قال: كلنا نقطة تحت الباء[1]
.. فلا تسأل عما لا يعنيك.. ولا تسأل عما يعجز عقلك عن فهمه.
قلت: معذرة .. نسيت أنني أتحدث مع النقطة
التي تحت الباء..لكن أخبرني عن المنهج الذي تريد أن تعلمني به الإيمان.. هل على
منهج الأشاعرة .. أم على منهج الماتريدية .. أم على منهج المعتزلة .. أم على منهج أهل
الحديث.. أم على منهج الإمامية .. أم على منهج الإباضية.. أم على منهج المتكلمين ..
أم على منهج الفلاسفة.. أم على منهج الإشراقيين والروحانيين.. أم على منهج ..؟
قاطعني، وقال: ألم تتعلم من معلمك معلم
السلام أن تترك مثل هذه الأسماء.. فلا يمكن إدراك الحقائق لمن سجن عقله في سجون
الأسماء؟
قلت: بلى .. لك الحق في ذلك .. فالحق
أعظم من أن يسجن في سجون الطوائف والمذاهب والأشخاص.
***
لست أدري هل كنت نائما أم يقظان حين جرى
هذا الحوار بيني وبين معلمي الجديد
[1] هذه إشارة كان يستعملها
كثير من الصالحين للدلالة على العبودية، وقد جعلناها رمزا لمعلم السلام، ولمن تحقق
بمعاني السلام الشامل.
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 18