اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 166
من خروجه من البيضة.. وبذلك قضى العلم على
التفسير الخرافي الذي جاء به الدين.. فالقرن هو الذي أخرج الكتكوت، لا الإله.
ابتسم صاحبي
الهندي، وقال: إن التأمل فيما كشفه العلم ـ بعيدا عن الغرور والكبرياء والزهو ـ لا
يدلنا إلا على حلقات جديدة للحادث، ولا يفسر الحادث..
فقلت له: كيف ذلك؟
فقال: إن العلم لم يكتشف بعد السبب
الحقيقي.. لقد غير صيغة السؤال فقط.. فبدل أن يكون السؤال عن تكسر البيضة أصبح عن
(القرن)؟ .. فالسبب الحقيقي سوف يتجلى لأعيننا حين نبحث عن العلة التي جاءت بهذا
القرن، العلة التي كانت على معرفة كاملة بأن الكتكوت سوف يحتاج إلى هذا القرن
ليخرج من البيضة، فنحن لا نستطيع أن نعتبر الوضع الأخير.. وهو مشاهدتنا بالمنظار
إلا أنه مشاهدة للواقع على نطاق أوسع، ولكنه ليس تفسيرا له.
لم أجد ما أرد
عليه.. فشجعه ذلك، فقال: لا بأس .. يمكنك ألا تقبل هذا من هندي منبوذ متخلف.. لكن
يمكنك أن تسمعه من عالم أمريكي متخصص.
قلت مستغربا: عالم
أمريكي متخصص؟
قال: أجل.. لعلك تعرفه .. إنه البروفيسور
(سيسيل بايس هامان)، وهو أستاذ أمريكي في البيولوجيا، فقد ضرب مثالا قريبا من هذا،
فقال: (كانت العملية
المدهشة في صيرورة الغذاء جزءا من البدن تنسب من قبل إلى الإله، فأصبحت اليوم
بالمشاهدة الجديدة تفاعلا كيماويا.. ولكن هل أبطل هذا وجود الإله؟.. فما القوة
التي أخضعت العناصر الكيماوية لتصبح تفاعلا مفيدا؟.. إن الغذاء بعد دخوله فى الجسم
الإنساني يمر بمراحل كثيرة خلال نظام ذاتي، ومن المستحيل أن يتحقق وجود هذا النظام
المدهش باتفاق محض، فقد صار حتما علينا بعد هذه المشاهدات أن نؤمن بأن الله يعمل
بقوانينه العظمى التي خلق بها
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 166