responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 157

ذكرته لضرب الإيمان والسخرية من المؤمنين الذين يرجعون كل شيء إلى الله، ويعتبرونه المدبر الوحيد لكل ما في الكون..

وهم غافلون واهمون، لأنهم يخلطون بين العلتين الفاعلة والغائية.. فالرؤية المادية للكون لا تتجاوز العلة الفاعلة لتفسير الظواهر الكونية، وهي علل يعترف بها المؤمن ويدرسها ويتعامل معها وفقا لقوانينها، إلا أنه يرى في الوقت نفسه أن هناك علة غائية وراءها تعود إلى إرادة الإله وقدرته.

ولا يمكن أن تتعارض العلتان، فعندما نذكر أن شخصا حُكم عليه بالإعدام شنقا قد فارق الحياة بسبب الشنق؛ فنحن نتحدث هنا عن العلة الفاعلة .. أي كيفية موته.. وسنكون على حق أيضا إذا قلنا إنه مات، لأنه قتل شخصا بريئا .. أي علة موته.. فيكون الحديث هنا عن العلة الغائية التي لأجلها تم لف حبل المشنقة حول رقبته.

سكت قليلا، ثم قال: يتصور الكثير أني صاحب تلك المقالة .. كلا.. وإنما استفدتها من بعض علماء المسلمين، وخصوصا الغزالي.. لكن شتان ما بين طرحي لها، وطرحه لها .. أما طرحي لها، فكان دافعه نفي الخالق وتأثيره.. وأما طرحه لها، فكان لإثبات قدرة الخالق المطلقة، وتدخله في كل شيء، وتدبيره لكل شيء.

لقد أنكر الغزالي السببية ردا على أولئك الذين ذهبوا إلى أن العلاقة بين السبب والمسبب علاقة حتمية ضرورية، وأن نقض هذه العلاقة من المحالات.. بل ذهب بعضهم إلى أن الأسباب تفعل في مسبباتها بذواتها.. ولهذا أنكروا خرق العادات، وشغبوا على معجزات الأنبياء.. فأراد الغزالي أن يبين أن هذه الأسباب لا تفعل بذاتها، وإنما تفعل بإرادة الله وتدبيره.. وأن الله يمكنه في أي لحظة أن يوقف فاعليتها.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست