responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154

لقد كان قبل احتكاكه بكتبي وأفكاره لا يقول بذلك، بل كان يقرر العلية في كتبه، كما نص على ذلك في كتابه (إيضاح جديد للمبادئ الأولى للمعرفة الميتافزيقية)، حيث جعل قسمه الأول: لمبدأ عدم التناقض، أو الهوية، وقسمه الثاني: لمبدأ العلة الكافية، الذي نص فيه صراحة على أنه (لابد للموجود الممكن من سبب سابق يحدده)، و (أننا إذا تصاعدنا في سلسلة العلل إلى العلة الأولى؛ فإنه لا مجال بعدُ لأي تصاعد)[1]

إلا أنه بعد اطلاعه على مقالتي[2] تحول إلى كانط المؤمن الوحيد الذي يحبه الملاحدة، ويستدلون بمقالاته لضرب الدين.. لقد قال في ذلك: (إن هيوم أيقظني من سباتي الاعتقادي، وكان ذلك برأيه في مبدأ العلية بنوع خاص، إذ كان قد قال: إن مبدأ العلية ليس قضية تحليلية، أي: إن المعلول ليس متضمنًا في العلة أو مرتبطًا بها ارتباطًا ضروريًّا، وإن الضرورة التي تبين له ما هي إلا وليدة عادة تتكون بتكرار التجربة)[3]

وهكذا استفاد من مقالتي حبيب الملاحدة الأكبر [برتراند راسل[4]] الذي لم تكن مقالاته في هذا المجال سوى صدى لمقالاتي .. فقد قال عند نقده للاستناد إلى الخبرات الحسية في التفسير: (أنقتصر على خبراتنا الحسية وما تأتي به؟، فإذا لم يكن بين هذه الخبرات خبرة مباشرة بما يسمى (قوة) فلا داعي لافتراضها عند تفسير الطبيعة وظواهرها، إنها أحداث تتلاحق وتترابط مجموعات بمجموعات، فإذا اطرد حدوث مجموعة منها كان ذلك واحدا من قوانين الطبيعة، فالأمر كله حوادث وارتباطها بالتجاور، ولا شيء غير ذلك


[1] بدوي 2/271.

[2] قال عبد الرحمن بدوي: ( التحول الحاسم في فكر كانط قد حدث ـ فيما يبدو ـ في سنة 1796، ويبدو أن ذلك كان بتأثير هيوم، على خلاف في بيان ذلك شديدٍ بين الباحثين ذلك أن هيوم نبَّه كنت إلى مشكلة الكلية والضرورة في الأحكام )، بدوي، 2/271.

[3] تاريخ الفلسفة الحديثة، ليوسف كرم 210.

[4] سنتحدث عنه لاحقا.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست