responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147

وهممهم جسدت لهم، ليعيشوها.. فلا يرى الإنسان في آخرته إلا ما صنع في دنياه.. ولا يرى في عالم الملكوت إلا ما هيأه لنفسه في عالم الملك.

قلت: أعلم هذا.. ولكني لا أعلم لم كان مصير هؤلاء بشعا إلى هذا الحد.

قال: لقد كانت حياة هؤلاء الذين تراهم متوقفة على هذه الأنابيب وأخواتها، فكانوا ينكرون كل شيء لا تصل إليه تجاربهم، ولا تدل عليه اختباراتهم، فلذلك اُبتلوا بما اَبتلوا به الحقائق التي امتهنوها وعذبوها وأنكروها..

دافيد هيوم:

بينما نحن كذلك إذ قام من أولئك النفر رجل قد اشتعلت عليه ثيابه نارا، ومع ذلك كان يلتفت إليها، وهو يضحك مسرورا، ويقول: ها قد اشتعت النار أخيرا.. وهذا يدل على أن هناك كاربونا في ثيابي.. وأخيرا تأكدت أنني كنت ألبس ثيابا تحتوي على مادة الكاربون الجميلة..

لكن النار ما لبثت أن وصلت جسده، فراح يتألم ألما شديدا، ثم يطفئها، ويقول: إلى متى نظل عبيدا لهذه التجارب المجنونة التي قتلتنا.. لقد تحولنا بسببها إلى هذه الصور المشوهة.. ثم راح يقول: كل هذا بسببك يا جون لوك ..ويا جورج بركلي .. ويا إسحاق نيوتن ..ويا ساميل كلارك .. ويا فرانسس هتشون .. ويا جوزف بتلر.. لقد كنتم أساتذتي الذين تعلمت منكم ألا أصدق إلا ما تخبرني به المخابر..

ثم راح يقرع نفسه بأنبوبة اختبار، ويقول: إلى متى تلقي اللوم على غيرك يا [دافيد هيوم[1]]، فأنت السبب في كل ما حصل لك.. كان في إمكانك أن تصبح كالآلاف من أولئك


[1] ديفيد هيوم (1711، 1776)، فيلسوف واقتصادي ومؤرخ اسكتلندي ولد وتوفي بأدنبره، أهم كتبه: بحث في الطبيعة الإنسانية، ثلاثة أجزاء، وفحص عن الفهم الإنساني، وفحص عن مبادئ الأخلاق، والتاريخ الطبيعي للديني، وغير ذلك راجع تاريخ الفلسفة الحديثة ليوسف كرم 172 ـ 173.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست