responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145

 

حسيون

سرنا إلى الجناح الثالث في فندق الملاحدة، وقد كتب على بابه قوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 6، 7]

سألت المرشد عن الآية، وعلاقتها بهذا الجناح، فقال: هذا جناح الحسيين..

قلت: فمن هم؟

قال: أولئك الذين تصورا العلم خاصا بما تكشفه مخابرهم، وتدل عليه تجاربهم، وأنكروا كل ما عدا ذلك.

قلت: أهذا هو العلم بظاهر الحياة الدنيا الذي ذكرته الآية الكريمة؟

قال: هذا بعض العلم بظاهر الحياة الدنيا.. وهو لا يعدو أن يكون نقطة من بحره..

قلت: ومع ذلك غرقوا فيها..

قال: من لم يتعلم السباحة في بحر الإيمان، فسيغرق في أي بحر، وستلتهمه أي موجة حتى لو كانت في حجم قطرة ماء.

قلت: فمن يسكن هذا الجناح من الفندق؟

قال: يسكن فيه كل من صاح مع قارون الذي ذكر القرآن الكريم أنه قال: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾ [القصص: 78].. ويسكن فيه كل أولئك الذين عارضوا الرسل عليهم الصلاة والسلام وسخروا منهم اغترارا بما عندهم من العلم، كما قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [غافر: 83]

قلت: فسنجد علماء كثيرين هنا إذن؟

قال: ستجد العلماء المغترين المتكبرين، لا العلماء المتواضعين..

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست