اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 101
لحرية، فبمقدار ما يكون الإنسان حرا يمكن
تسميته إنسانًا، فواجب الإنسان الأول هو البحث عن الحرية.. الحرية من كل نوع.. الحرية
في السياسة.. الحرية في المجتمع.. الحرية في الأخلاق[1].
لقد كنت أقول(إن الإنسان ليس جمادا،
ومثال ذلك أن الطاولة هي طاولة فقط ولا شيء غير ذلك، بينما الإنسان بعكس الطاولة
يصبح جمادا باختياره هو. فالطاولة، أو هذا التمثال، يبلغون الوجود الحقيقي، في
نظري، حين يوجودن لأجلي، فوجودهم إذن متوقف علي، رهين بوعيي، وهم مدينون لي
بالوجود في عالم أراه عالمي الحقيقي)
وكنت أقول: (الإنسان يوجد دائما خارج
ذاته، بأن يصمم ويحقق خارج نفسه إمكانيات وغايات، وليس ثم عالم غير العالم الإنساني،
عالم الذاتية الإنسانية، ويعلو الإنسان على نفسه بخروجه عن ذاته لتحقيق إمكانيات
خارج نطاقها)
وكنت أقول: (إن الإنسان، على عكس
الطاولة، لا يملك سمة مميزة أو جوهرا ثابتا محددا أو مخصصا له. ومبدئيا فإن الناس
يوجدون كمخلوقات عليهم أن يختاروا طبائعهم وسماتهم بأنفسهم)
لقد كانت الصورة الشريرة التي أحملها عن
الله هي سبب كل تلك التصورات الخاطئة المنجرة عنها.. فقد كنت أرى الله جبارا طاغية
متكبرا، لا يختلف عن أولئك الطواغيت الذين أذاقوا البشرية الويلات التي رأيت بعضها
وعانيت منها في الحرب العالمية الثانية.
لذلك رحت أقتل هذا الإله كما قتله
نيتشة.. لقد صرحت بذلك.. صرحت بإلحادي في مسرحية [الغثيان]، ومسرحية [الشيطان
والإله الطيب]، والتي قلت فيها: (لم يكن هناك غيري، لقد قررت وحدي الشر، ووحدي اخترعت
الخير، أنا الذي عشت، أنا الذي أفعل
[1] دراسات في علم اللاهوت،
القمص بولس عطية بسليوس، ص 265، 266.
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 101