responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 74

فلولا وحدانيتك ـ رب ـ ما رأينا الأقمار والكواكب والنجوم والمجرات والذرات، وهي تسير بدقة في مساراتها المحددة لها، لتجعل من الكون جميعا لوحة فنية بديعة الجمال.. وهل يمكن لسفينة يتنازعها ربانان أن تصل إلى المرسى؟.. وهل يمكن لكون يتنازعه ربان أن يسير بانتظام ودقة؟

ولولا وحدانيتك رب ما رأينا ذلك التكامل في الموجودات.. ولا ذلك التناسق بينها.. ولا تلك الخدمات التي يقدمها بعضها لبعض، فهي تسير في دورة منتظمة، وبمقاييس دقيقة لا يصيبها الشذوذ، ولا ينحرف بها الصراع.

فويل لأولئك الذين دنسوا عقولهم وقلوبهم بالإشراك بك.. فملأوها بالأسماء التي لا مسميات لها، والتي قلت فيها في كلماتك المقدسة توبخهم بسببها: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 23]

يا رب.. وكما هديتني إلى جنان توحيدك، وملأت قلبي بتعظيمك، وحفظت عقلي من أن تتسرب إليه أوهام الشرك بك.. فاجعلني أوحد قلبي لك، حتى لا يكون فيه غيرك، وحتى تكون أنت وحدك ملاذي وملجئي وطلبتي وغايتي.. وحتى لا يتربع على عرش قلبي حب غير حبك، أو تسليم غير التسليم لك، أو ذلة لغير جمالك، أو سكون غير السكون لك.

يا رب.. أنت تعلم أني ما أحببت إلا من أمرتني بحبهم، ولم أعظم سوى من أمرتني بتعظيمهم، ولم أسكن لغير من أمرتني بالسكون إليهم..

ولذلك فإن حبي وتعظيمي وسكوني لهم لم يكن سوى حبا وتعظيما وسكونا لك.. لأنك أنت الآمر، وأنت الخالق، وأنت المبدع.. وليسوا سوى مظاهر لجمالك

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست