responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 53

الغني الحميد

إلهي.. أيها الغني الحميد.

ما أعجب أمر خلقك، فقد رأيتهم قبل أيام يتحدثون عمن يطلقون عليهم أغنى الأغنياء، ويذكرون مراتبهم، وثرواتهم، وكيفية تعاملهم مع أموالهم..

ورأيت مع حديثهم اللعاب وهو يسيل من أفواههم عند ذكر الأموال.. كما شممت روائح الحسد الكريهة تنبعث من قلوبهم عند ذكرها، وكأنهم يرددون ما قاله المغرمون بأموال قارون: {يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [القصص: 79]

لقد قلت لهم حينها: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80]، لكنهم لم يلتفتوا لي، ولم يسمعوا كلامي، فقد كان الحجاب الذي أسدله حب المال عظيما، منع آذان قلوبهم من أن تعي ما أقول، ولا أن تفهم ما أعني..

وبعد أن فارقتهم يا رب رحت أفكر في تلك العقول التي تنبهر لذلك الغنى المجازي المحدود، وتنسى غناك المطلق الذي لا حدود له.

وهل يمكن أن يقارن غنك بغناهم أو غنى أحد من خلقك.. فإن كان أولئك الذين انبهروا بغناهم يملكون ملايين المثاقيل من الذهب، ومثلها من الفضة، ومثلها من اللآلي، فأنت تملكهم، وتملك ما يملكون، ويمكنك في لمح البصر، أو ما دون ذلك أن تجعل الكون كله مصاغا من الذهب الخالص.. وقد قلت في كتابك الكريم: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست