تحاول هذه السلسلة طرح القضايا العقدية
وما يرتبط بها من المفاهيم والقيم وغيرها طرحا خاصا يمزج بين العاطفة والعقل..
ويحاول أن يقرب المسافة بين الحقائق والمستقبل لها حتى يصير قريبا منها ملامسا
لها.. وحتى لا تبقى أمثال تلك القضايا المهمة نوعا من الفلسفة أو الأفكار الذهنية
التي لا علاقة لها بالوجدان أو السلوك.
والدافع إلى تأليفها هو ما نراه من أن
العقيدة تختلف عن العلم المجرد.. فالعلم معارف ذهنية قد لا يكون لها أي تأثير في
الوجدان أو السلوك، بينما العقيدة تتجاوز ذلك كله، لتخاطب العقل والقلب والروح وكل
اللطائف، ثم تتجاوزها جميعا إلى السلوك؛ فتؤثر فيه بكل أصناف التأثيرات.
ولذلك حاولنا في هذه السلسلة ـ عبر
قضاياها المختلفة ـ أن نتجاوز الواسطة الذي يفرض مفاهيمه ومعارفه على المتلقي،
وإنما جعلنا المتلقي نفسه مع القضايا نفسها من غير أي واسطة.
ففي هذه السلسة يخاطب القارئ ربه
مباشرة.. وفي أثناء خطابه له يتلقى المعارف منه، ويرد على كل الشبه التي قد ترد
على عقله.. ويستقبل كل المعاني السامية التي تهديه إليها معرفته.
وفيها يخاطب القارئ رسوله a
.. ويحدثه كما يحدث الجليس جليسه.. لتنتفي بذلك الخطاب كل الوسائط.. و في ذلك
الخطاب يتعلم الأدب في حواره مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم .. ويتعلم القيم النبيلة التي
جاء بها.. ليزداد محبة له، وتعظيما لحضرته.
وهكذا يخاطب القارئ في هذه السلسلة الإمام
علي .. التلميذ الأكبر لرسول الله