responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 47

وعندما يختار، لن يخرج اختيارك.. ولن ينضم إلى إله الشر كما يقول المشركون.. بل يظل عبدك.. وتظل إرادتك نافذة فيه.

لقد ذكرت ذلك يا رب فقلت: { إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) } [الإنسان: 29 - 31]، وقلت: { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) } [التكوير: 27 - 29]

صدقت يا رب.. فهدايتك أكرم من أن تتنزل على المنحرفين والمستكبرين.. أولئك الذين نصبت لهم العقبات التي تحول بينهم وبين الهداية إلا بعد أن يتخلوا عن كبريائهم وطغيانهم وجبروتهم.

ولذلك كنت المنصرف عنهم قبل انصرافهم عنك.. فأنت الذي لم ترد أن يجاوروك في عزك، أو يجاوروا المؤمنين الطاهرين، وهم متلطخون بأوزار خبثهم.

لذلك قلت يا رب عنهم: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } [الأعراف: 146]

فأنت الذي صرفتهم وأضللتهم.. لأنهم لم يكونوا أهلا لعزك ولطفك وهدايتك.. ولو كانوا أهلا لذلك لتخلوا عن تلك الطباع التي تحول بينهم وبينك.

إن مثلهم يا رب مثل رجل دعا قوما إلى وليمة، فحضر الأمراء والعلماء والحكماء، وكانوا كلهم بأحسن مظهر.. ثم جاء بعض الناس بثياب قذرة، تفوح منها الروائح الكريهة، وكان لسانه ممتلئا بالفحش والبذاءة.. فهل يمكن لمثل هذا أن يشارك في تلك

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست