responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36

وأسألك أن تسقيني بكأس الإطلاق، فقلبي الذي عرفك لم يعد يرتضي سكنى الجحور والوكور والقصور.. بل يريد أن يمتد بامتداد جمالك الذي لا حدود له.

يا رب.. وأسألك أن تجعل كل جوارحي قلوبا وعيونا لتتملى حسنك الزاهي في كل شيء.. فلا ترى شيئا إلا وتشم فيه عطر جمالك.

يا رب.. أنا أعلم أن عظمتك وعزتك تأبى أن يرى جمالك إلا المخلصون الصادقون، أولئك الذين استأثرتهم، وطهرتهم، وملأتهم سكينة وهمة.

فاجعل قلبي الذي لا يتقلب إلا بتقليبك طاهرا ممتلئا بالصدق والإخلاص والسكينة والهمة حتى يصبح محلا صالحا لتجلي جمالك.

فلا يمكنني يا رب أن أحبك الحب كله، قبل أن تطهر قلبي من غيرك.. فأنت لا ترضى الشريك، والقلب الصادق لا يتسع للشركاء.

يا رب.. لقد قلت في كلماتك المقدسة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54]

فاجعلني من هؤلاء الذين شرفتهم بحبك.. أولئك الذين تطهرت نفوسهم، وارتقت أرواحهم إليك، بسبب حبهم لك.. فحبك يا رب أكبر مدرسة للتربية والأخلاق والهمة العالية.

حبك يا رب هو البلسم الذي يداوي الجراح، وهو الرقية التي تغني عن الرقاة، وهو الدواء الذي لا يكون معه داء..

حبك يا رب هو السعادة التي لا شقاء بعدها، وكيف يشقى من حبيبه صاحب

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست