اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 23
النور الهادي
إلهي.. أيها النور الهادي الذي أعطى كل شيء
خلقه، ثم هداه سواء السبيل.. ليرتقي من السفل إلى العلو.. ومن النقص إلى الكمال..
ومن الحجاب إلى المشاهدة.
لولا نورك الذي أخرجت به خلقك من عالم
الظلمات، لما ظهرت السموات والأرض، ولما بدا العالم بهذه الصورة البديعة التي
نراها..
فنحن نرى كل شيء بنورك، ولولا نورك لعشنا مثل
ذلك الأكمه الأصم الذي لا يعرف عالم الأصوات، ولا عالم الألوان، ولا عالم
الأحاسيس، ولا عالم المشاعر، ولا عالم الأفكار.. ولا أي عالم من العوالم.
بنورك يا رب الذي ملأت به أحاسيسنا أدركنا
الأشياء..
وبنورك يا رب عرفنا الأشياء.. واهتدينا إلى
أسمائها وحقائقها وخصائصها..
فلولا نورك الذي نورت به أبصارنا وبصائرنا ما
ميزنا بين ما يضرنا وما ينفعنا..
ولولا نورك وما اهتدينا في حياتنا إلى شيء..
فأنت الهادي الذي أنقذ خلقه من الضلال، وأنت النور الذي أخرج خلقه من الظلمات.
وأنت الذي علمتنا كيف نأكل وكيف نشرب، وكيف
نلبس..
وقد علمتنا بمجرد نزولنا إلى الأرض كيف نستر
أنفسنا، ونتجمل بما أنزلته من ثياب، فقلت: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا
عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ
خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 26]
ثم حذرتنا أن تتلاعب الشياطين بما أنزلته
لنا، فقلت: { يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ
أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا
سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 23