responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 164

المغني المستغني

إلهي .. أيها الغني المغني المستغني..

ما أجمل هذه الأسماء، وما أعظمها.. ولو أن الخلق التفتوا إليها، واكتفوا بها لاستغنوا عن كل شيء إلا عنك.. ولفرطوا في كل شيء إلا فيك..

فأنت ـ يا رب ـ الغني الذي يملك كل شيء من الملك والملكوت.. والدنيا والآخرة.. والحس والمعنى.. فلا شيء إلا وهو ملكك ابتداء وانتهاء.. وكل أغنياء الدنيا الذين فرحوا بغناهم لا يملكون قطرة من محيطات أملاكك الواسعة.. ولا جوهرة من خزائنك المملوءة بكل أصناف الجواهر.. بل إنك تملكهم وما يملكون..

وأنت ـ يا رب ـ مع غناك الواسع كريم جواد يمكنك أن تغني من التجأ إليك عن غيرك.. فإن احتاج صحة، فأنت الطبيب.. وإن احتاج رزقا، فأنت الرزاق.. وإن احتاج علما، فأنت المعلم.. وإن احتاج سعادة، فأنت المسعد.. وإن احتاج هداية فأنت الهادي.. وإن احتاج العمر الطويل، فأنت المحيي.. وإن احتاج أن ينتصف ممن ظلمه، فأنت الولي النصير..

وهكذا لا توجد حاجة من حاجات الدنيا والآخرة إلا ولديك مفاتيح خزائنها، ويكفي من يطلبها منك أن يلتجئ إليك، ويستغيث بك، ويقدم طلبه لك.. من غير أن يستأذن في ذلك، ولا أن يقف في طابور المنتظرين، ولا أن يذل نفسه لخلقك.. بل يكفي أن يرفع يديه، ويقول: يا رب.. لتقول له بفضلك وكرمك: لبيك عبدي.

وأنت ـ يا رب ـ المستغني عن خلقك .. تعطيهم من غير أن تطلب منهم.. وإن طلبت منهم لم تطلب منهم لنفسك، وإنما تطلب منهم لهم.. فأنت لا تريد لهم إلا

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست