responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160

البارئ المصور

إلهي.. أيها البارئ المصور..

يا من خلق كل شيء وبرأه بمنتهى الدقة والإحكام.. ثم صوره كما يشاء، بحكمته ولطفه وإبداعه.

لقد رحت أتأمل في صور كل الكائنات، وأرى التفاوت بينها.. فامتلأت بالتعظيم لك، ولحكمتك، فأنت يا رب لا تعطي صور الأشياء إلا بناء على مقتضيات علمك ولطفك بخلقك، لتختبرهم وتربيهم وترقيهم وتسلك بهم سبل أهل السعادة التي ارتضيتها لهم.

لقد رأيت من الخلق من راح يشكو لك صورته الدميمة، ويود لو أنك أبدلتها له بصورة حسنة، ويذكر لك قدرتك على ذلك.. ولو أنك يا رب استجبت له، لوقع سجينا لصورته، ولما مد يده إليك يستغيثك، ويتوسل إليك..

ولو أنه يا رب .. راح يحسب سنوات الدنيا .. ويقارنها بعمر الأبد.. ويعلم أن صورته الحقيقة مخبأة في ذلك الزمن الممتد.. لاكتفى بفضلك الممتد عن ذلك الزمان القصير المحدود الذي اختبرته فيه بالدمامة ليرجع إليك، ويكون تمحيصا له ولخلقك.

ولو أنه يا رب .. نظر إلى روحه وما أودعت فيها من الجمال، لاستغنى بجمال روحه عن دمامة جسده.. وبجمال حقيقته عن دمامة رسمه.. فما ينفع الإنسان أن تكون حقيقته دميمة، وقالبه الطيني جميلا.

يا رب .. فاجعلني أنظر إلى جمال الحقائق.. حتى لا أحجب بصور القوالب التي وضعتها فيها لتكون اختبارا لخلقك.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست